بقلم - جمال اصطيفي
عادت أخطاء الحكام لتلقي بظلالها على مباريات البطولة "الاحترافية" لكرة القدم، وهي الأخطاء التي كان بعضها مؤثرا على نتائج المباريات..
هناك من خرج ليتهم الحكام بإفساد البطولة، وهناك من بدأ في الحديث مبكرا عن مؤامرات تنسج هنا أو هناك، وهناك من سيجعل من الأخطاء شماعة يعلق عليها فشله المحتمل، وهناك الكثير من الكلام الذي ستلوكه الألسن..
لابد أن نعترف أن أخطاء الحكام، أو سوء التقدير هي جزء من اللعبة، حدثت وتحدث في الكثير من دوريات العالم، ولذلك، سعت هذه الاتحادات إلى البحث عن وسائل تعطي لكل فريق حقه، دون أن يحس بالظلم أو بأن نتيجة التعادل أو الفوز قد خطفت منه..
من أكثر النصائح التي توجه إلى الحكام هي ضرورة أن يتموضع الحكم جيدا، حتى تكون زاوية الرؤية جيدة وتساعده على اتخاذ القرار السليم..
ورغم كل الاجتهادات، فقد ظلت أخطاء الحكام حاضرة بقوة، تختفي ثم تعود، لأن الأمر يتعلق في نهاية الأمر ببشر قد يصيبون وقد يخطئون، وبطبيعة الحال فنحن نتحدث هنا عن الحكام الذين يخطئون بسوء تقدير، وليس من يخطئون عن سبق إصرار وترصد خدمة لهذا الطرف أو ذاك..
لقد وجدت الفيفا ومعها اتحادات كروية عديدة في تقنية الفيديو الحل الأمثل لتجنب مثل هذه الأخطاء، وقد شاهدنا في الدوري الألماني كيف أن حكم المباراة لم يعلن عن ضربة جزاء لصالح الكولومبي خاميس رودريغيز في مباراة فريقه بايرن ميونيخ أمام شالكه، لكنه عاد ليمنحها للاعب بعد اللجوء إلى الفيديو..
في الدوري المغربي تبدو الحاجة ملحة إلى قرارات تساهم في خدمة اللعبة، وخدمة التنافس الشريف، ووضع الأمور على سكتها الصحيحة، لذلك، ما الذي يمنع من اللجوء إلى تقنية الفيديو في مباريات البطولة، أو على الأقل الاستعانة بحكمين قرب المرمى..
إن برمجة تجمعات تدريبية للحكام، والزيادة في تعويضاتهم، ليس كافيا، لأن الأخطاء لا يمكن أن تتوقف، ولأن المنظومة الكروية ترجح كفة الشبهات وسوء الظن على أي شيء آخر..
لذلك، سيكون مفيدا جدا أن تفكر جامعة الكرة بجدية في تعميم تقنية الفيديو على مباريات البطولة الاحترافية، فالاستثمار الحقيقي ليس في المنتخب الوطني، بل إن الاستثمار الحقيقي هو هيكلة وتنظيم البطولة والفرق ماليا وإداريا، و زرع الإحساس بالاطمئنان في نفوس المتدخلين في اللعبة، ولا أعتقد أن الجامعة تعوزها الإمكانيات لتطبيق تقنية الفيديو..
الإصلاح وتطوير الممارسة يتطلب قرارات جريئة، وبلا شك فمثل هذا القرار سيكون له صدى طيب..