لا تمسحوا المونديال في قميص زياش

لا تمسحوا المونديال في قميص زياش

المغرب اليوم -

لا تمسحوا المونديال في قميص زياش

بقلم - منعم بلمقدم

كرة القدم «بنت الحرام» تعليق عفوي لمواطن عادي أخذته الدهشة والحيرة كما أخذتنا جميعنا ونحن نعاين ضياعا بشعا وبالجملة لسيل من الفرص السهلة والإنفرادات السانحة، والتي لو ترجمت واحدة منها لانقلبت موازين التحليل ولما هبط كثيرون بمطارقهم على رؤوس لاعبينا بعد أن رفعوهم قبل أيام لعنان السماء.
ما قاله هذا المواطن كان يعقب من خلاله على غدر الكرة مباشرة بعد أن أضاع زياش ضربة الجزاء، والتي شبهها البعض بكرة المونديال المرادفة لكرة «التايبريك» في التنس.
غدر الكرة الذي هوى بنفس الإسم صوب غيابات سحيقة لا قرار لها 4 أيام بعد التهليل لسطوته وتمجيد إضافته ولحن مواويل الإشادة بما قدمه أمام نفس المنافس.
قال عنها أنها «بنت حرام» كونها رفضت أن تمنحنا هدفا «حلالا» سعى لاعبو الفريق الوطني خلفه ولم تطاوعهم لا سيقانهم ولا حقل البطاطس الذي إحتضن سير المواجهة ولا الحظ الملعون الذي بقي بالمجمع الأميري ولم يستقل نفس الطائرة التي توجهت بالأسود صوب مالي.
من كابتن ماجد للاعب نشاز، بل أن هناك مخللا أثيريا قال أن زياش يلعب في فريق متواضع أسمه أجاكس وأكد أن أوناجم أفضل منه بكثير وهناك من نفخ نفخا زائدا في هذا اللاعب وألبسه أكبر من حجمه النحيل.
يا سبحان الله؟ فهكذا تورد الإبل عند أشباه بعض المحللين متناسين أم غير مواكبين لمضمون الجلد المدور عبر العالم، وكيف أن زيكو وسقراطيس وباجيو وزيدان وحتى روماريو وميسي ورونالدو أضاعوا جزاءات مهمة في مواعيد حاسمة ولا أحد قلل من قيمتهم ونال من معنوياتهم كما حدث للأسف مع زياش.
بل أنه حتى التغيير الآني وفي نفس اللحظة التي أعقبت تضييع ضربة الجزاء فيه نظر كون من لعب الكرة وحده سيدرك حجم الجروح التي خلفتها هاته الحركة لدى زياش وأي زلزال عاشه بعد هذا الإستبدال لأنه الإنهيار النفسي والمعنوي بعينه.
صحيح قد نلوم لاعبي الفريق الوطني على أنهم لم يكونوا بالموعد، نلومهم على سوء توظيف واستثمار الهدية الغابونية وكيف أدخلونا كالعادة وكما يسجل التاريخ دائما علينا متاهات الحسابات المعقدة ولعبة الأرقام وانتظار سقوط هذا المنتخب وتهاوي الثاني كي نتأهل بعد أن كانت البطاقة أقرب إلينا بعد هذه الجولة.
عدت بذاكرتي لعديد المحطات الكروية والمواعيد الكبيرة التي كانت الهدايا تتاح أمامنا والمصير يلعب بأقدامنا ونأبى إستلامها ونصر على رهن كل شيء بأقدام الغير والإصرار معها على التلاعب بمشاعر الضعاف منا.
قد تكون فعلا كرة زياش الضائعة تساوي المونديال وتعادل 20 سنة من الضياع وهي الفترة التي تخلفنا فيها عن كأس العالم، لكنها لا ترتقي كي نمسح كل الآثام في ثوب وقميص هذا اللاعب ونبرئ ذمة رونار.
أجد في مغالاة رونار وإصراره على أن يلعب بظهير أيسر معاق كثير من العلم الذي يفهمه لوحده، فلا يعقل أن لاعبا أدخلته ريال مدريد مختبرات التكوين ولم يعرف منذ أن حل بالفالديديباس معقل مركز النادي الملكي غير الرواق الأيمن ويأتي رونار ليطلب منه أن يقلد مارسيلو وهو أمر يشبه تلميذا يدرس بالعربية ويتلقى إمتحانا باللغة الإنجليزية فتأتي إجاباته مبهمة وغريبة.
كما أجد مغالاة في الصبر كل هذه السنوات على كارسيلا وأمرابط الذي يعارك أكثر مما يلعب بحثا عن الحلول، ما يثير فعلا العجب.
بل كل العجب أن نراهن ومن الآن على مهاجم إسمه بوطيب ولج قبل سنوات قليلة الإحتراف كونه فضل الدراسة على الممارسة وننتظر منه بعد كل الشلل الذي ظهر به سواء في الرباط أو باماكو أن يقتلع لنا أنياب الفيل الإيفواري.
يحتاج إذن زياش لعلاج بالصدمة ويحتاج رونار لمن يقول له بالدارجة «باراكا من العلم الزائد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تمسحوا المونديال في قميص زياش لا تمسحوا المونديال في قميص زياش



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya