بقلم - الحسين الحياني
لا أظن أن هذا الجيل له فكرة صحيحة عن مرحلة شباب الحسن الثاني.
1 ـ بعد الحرب العالمية الثانية، كان عمره حوالي 16 عامًا، وهذا السن كاف ليدخل الأمير في معركة ليّ الذراع مع الفرنسيين المستعمرين، فتمرد على قيودهم، وأصبح يتصل بالمواطنين الشباب، ويتنقل ـ سرًا أو علانيًة ـ إلى مواضع أنشطتهم الرياضية والفنية والثقافية، وخاصة في قلب العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء.. وهو قائم يبني عرش سلالته، هنالك نادته السماء بأن الله يبشرك بالزعامة والشهامة والنبوغ السياسي الذي لا نبوغ فوقه.
2 ـ الحسن الثاني كاد أن يجتمع فيه ـ كشاب ـ كل ما تفرق في المغاربة من أنشطة الشباب الرياضية والثقافية والعالمية: يمارس حوالي سبع رياضات رسميًا: كرة السلة ـ كرة القدم ـ الكرة الطائرة ـ السباحة ـ فروسية القفز على الحواجز ـ الجمباز ـ التنس. عدا تمكنه من مناهج مدارسه بنبوغ نادر.
3 ـ كان معقل الحسن 2 في الدار البيضاء هو الحي المحمدي، وملعب فيليب حيث تتبارى الوداد.. في الحي المحمدي، كان يتابع الأنشطة الفنية والثقافية، وعند الوداد كان يقيم مضارب خيامه في الكرة..
لما وقع ما وقع بين مولاي الحسن واللاعب عبدالسلام، في " كان بولو camps polo " كما قدمت سالفًا، أصبع عبدالسلام صديقًا حميمًا للأمير الحسن..
دارت الأيام وسافر الأمير إلى بوردو عام 1952 لإعداد أطروحة في القانون، فكان ـ لولعه بالكرة ـ يحضر مباريات " جيروندة دو بوردو"، وهناك تعرف على أحد مسيري بوردو .. وهو جزائري الأصل يدعى أحمد واكريم، ومن كلمة إلى كلمة، إلى جولة في الكرة أوصلت بوردو إلى جناحي ثلاثي الوداد " عبدالسلام وإدريس " وانتقلا إلى بوردو بوساطة من الأمير المغربي، أو لنقل بوصية من الأمير.. وفي رحاب "لاجيروند " كتب عبدالسلام ملحمته ومثلها وسقط أمام مشاهديها مدرجًا في دمائه.