بقلم - يوسف أبوالعدل
لا أخفيكم سرا أني كنت متخوفا من إقصاء المنتخب المحلي ضد الأشقاء الجزائريين في مباراة أمس (السبت) التي احتضنها الملعب البلدي في مدينة بركان، ليس خوفا من الخصم أو لضعف لاعبي بطولتنا الوطنية، لكن لكون كرة القدم لا تخضع للمنطق إذ عدم التأهل لـ"شان" إيثوبيا، كان سيكون ضربة موجعة لهؤلاء الشبان ومدربهم الحسين عموتة وللدوري الوطني عامة، في ظل التصريحات الأخيرة لمروض "الأسود" وحيد هاليدوزيتش، التي اعتبر فيها أداء محترفينا يفوق بكثير ما يقدمه محليونا في التدريبات والمباريات رفقة المنتخب الأول.
نعم قطع اللاعب المحلي واد "الشان" لكن أرجله لم "تنشف" بعد بأحقية بعضهم في الوصول للرسمية أو كرسي البدلاء للمنتخب الأول، لكون هذا التأهل ليس بالمعيار الحقيقي للضربات تحت الحزام والتصريحات التي قصف بها المدرب البوسني/ الفرنسي لاعبينا، لكن هذا الفوز منح شقا مهما من الثقة لبطولتنا وللجمهور المغربي كون محليونا هم على الأقل من بين الأقوياء المنتمين لهاته القارة السمراء التي ينافسون داخلها، والتي فازوا بدورتها السابقة في المغرب وعليهم تأكيد ذلك بالحفاظ عليها من أديس بابا.
لا أظن ومن الغير المنطقي كذلك أن يكون وحيد و"الثعلب" رونار وجميع المدربين الذين قادوا المنتخب الوطني خلال العشرين سنة الأخيرة، لهم مشكل مع لاعبي بطولتنا ولهم نية مبيتة في هذا الإبعاد، لأنه لا يعقل لأي مروض للـ"الأسود" سيعاين لاعبا محليا سيمنحه الإضافة والمنافسة على التأهل لكأس العالم والبحث عن "الكان" سيغيبه عن التشكيلة الرسمية أو كرسي بدلاء الفريق الوطني لكونه فقط لاعب ينتمي للبطولة الوطنية، لأنه لا يوجد مدرب في العالم يظلم اسما سيمنحه الإضافة بحثا عن الألقاب والاستمرارية في منصبه والحصول الدائم على "صاليره" وسيغيبه ظلما وعدوانا عن اللائحة والتشكيلة لكونه فقط يحمل صفة المحلي وليس المحترف.
المهم في هذا التحليل كله، هو أن لاعبي بطولتنا عليهم أن يكون بين كبار محليي القارة السمراء في "الشان" وهو ما تحقق أمس بالتأهل على حساب الجزائر، وعلى أنديتنا أيضا أن تنافس قوى تونس ومصر والجزائر وجنوب إفريقيا والكونغو في "شامبينسليغ" و"الكاف"، وهو أيضا ما أصبحنا نعيشه في السنوات الأخيرة بالتطور الكروي لفرقنا وخاصة بهذا التوسع في البحث عن الألقاب القارية الذي لم نصبح ننتظره من محور الرباط والدار البيضاء فقط، مثل أغلب السنوات الماضية بل وصل صداه إلى بركان النهضة وأكادير الحسنية وطنجة الاتحاد وأسفي الأولمبيك، وهي أمور لم يعتد عليها الجمهور المغربي سابقا سوى في استثناءات سابقة بمراكش الكوكب وفاس "الماص"، متمنين استمرار هذا الزحف الكروي الوطني لأنديتنا في القارة السمراء وتوسيع قاعدة التوهج، أما مشكل الرسمية في منتخب الكبار فهو للاعب الجاهز الذي يستحق حمل قميصه، سواء كان محليا أو محترفا لكون الجميع يتنفس هواء المغرب ولا يمكن لأحد أن نجرده من وطنيته ما دام يوافق على حمل القميص الوطني ويحمل جنسيته وجوازه في أي دوري من بقاع العالم.