طباخة السفير

طباخة السفير

المغرب اليوم -

طباخة السفير

بقلم - حسن البصري

قبل المباراة الحاسمة بين المنتخب المغربي ونظيره الإيفواري، وفي الوقت الذي كانت الديبلوماسية المغربية في أبيدجان تتأهب لاستقبال الحشود الجماهيرية القادمة من المغرب لدعم الفريق الوطني في مواجهة الفصل على أرض ملعب هوفيت بوانيي.. تسللت من بيت السفير فضيحة كتبتها الصحافة الإيفوارية بحبر السخرية، ونشرت غسيلها صحافة "شاهد قبل الحذف"، بعد أن كشفت طباخة ممثل الديبلوماسية المغربية بالكوت ديفوار، ما تدعي أنها "نزوات" السفير وإصراره على أن تمارس غصبا عنها اختصاصات أخرى غير منصوص عليها في العقد، حيث تحولت إلى مدلكة تشرف على حصص مسائية للمساج وكأن السفير لاعب في فترة النقاهة. 
انتشر الشريط في الوقت الذي كان مدرب المنتخب المغربي يستعير خطبة طارق بن زياد، ويقول للاعبيه "الإقصاء وراءكم والفيلة أمامكم فليس لكم والله سوى التأهل أو الموت"، فاعتبرت تصريحات طباخة السفير "تشويشا" على الفريق الوطني.
تحدثت الصحف الإيفوارية عن الطباخ الذي رافق المنتخب المغربي إلى أبيدجان، وطالبت السفير بانتدابه بديلا للطباخة، ولو على سبيل الإعارة، وتبين أن صحافيي الكوت ديفوار يجيدون طبخ المقالات التي تحدث تشويشا على "أسود الأطلس" قبل موقعة أبيدجان، وصلت إلى حد نشر صور للسفير المغربي رفقة خليلته الإيفوارية في خلوة باريسية.
أصبح المنتخب المغربي جزءا من الديبلوماسية المغربية الموازية، لذا وجب تحصينه ضد كل ذبذبات التشويش التي تداهمه، لذا بات من الصعب على سفيرنا في أبيدجان تدبير التدفق الجماهيري المغربي، وأمام عينيه يتراقص طيف طباخة أفشت أسرار الدولة وفتحت طنجرة الفضيحة قبل موعد كروي حاسم.
أغلب السفراء يعانون من غارات طباخيهم، فحين كان المنتخب المغربي يواجه في التصفيات منتخب غينيا الاستوائية، كانت شابة من مريرت تجر ممثلين ديبلوماسيين مغاربة إلى المحكمة، بعد أن تعرضت الطباخة لتحرش ديبلوماسي رفيع. 
وحين كان فريق الدفاع الحسني الجديدي يخوض مباراة في مدغشقر، شعر أعضاء البعثة المغربية بحجم الجفاء بين السفير والسلطات الملغاشية، وبعد أيام دعي سفير آخر للقيام بعميلة إحماء استعدادا لخلافة السفير محمد عمار، قبل أن تصدر الخارجية المغربية بلاغ إحالة أوراق ممثل الديبلوماسية المغربية على جطو.
ليست كل طباخات سفرائنا يمارسن هواية "قلي السم" لمشغليهن، فهناك طباخات قادرات على تدبير أمور دولة. كل الصحافيين الذين رافقوا المنتخب الوطني إلى الغابون يعرفون الحاجة خديجة لهلالي، الطباخة التي تزوجت من وزير غابوني سابق، وفتحت بيتها في ليبروفيل ومطبخها للمشجعين المغاربة، كانت المرأة الستينية تصر على أن أقصر الطرق للوصول إلى قلب الرجل معدته، فما أن يملأها بالطعام الذي يحب حتى يجعلها تاجا على رأسه وملكة في مملكته. مع مرور الأيام تحول البيت إلى مقر لجمعية المغربيات ضحايا العنف، وأصبحت الطباخة نسخة مصادق عليها من "عائشة الشنا".
في ظل تطور وسائل التواصل الاجتماعي أصبح استيراد وتصدير أسرار البيوت متاحا على الهواء مباشرة، ولم يعد المطبخ فضاء لإنتاج "الشهيوات" بل بؤرة توتر تستدعي الوقوف عندها صونا لكرامة الديبلوماسية المغربية خاصة في إفريقيا التي لا يمكن العودة إليها ورائحة الفضائح تنبعث من مطبخ سفرائنا.
يقول مثل سوري: "بتصير الشوربة ألذ إذا عطس الطباخ فوق الصحن"، وهو دليل على مكانته وعلى أهمية الصمت على بعض تجاوزاته، خاصة إذا كان يحمل جوازا ديبلوماسيا، لذا يكون الفرنسيون على حق حين يصفون شؤونهم الخاصة بعبارة "لاكويزين أنتيرن"، وفي كثير من حالات الخلاف بين السفير ومشغليه تتدخل وزارة الخارجية وتستدعي السفير للتشاور وفق التقاليد الديبلوماسية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طباخة السفير طباخة السفير



GMT 01:14 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

جيرار على طريقة لويبيتيغي

GMT 09:47 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح بموشحات أندلسية

GMT 12:56 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عبد السلام حناط رجاوي عريق في قلب كوكبي أصيل!

GMT 11:09 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

البنزرتي مرة أخرى

GMT 13:09 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد..أزمة نتائج أم أزمة تسيير ؟

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya