بقلم: جمال اسطيفي
بعد أن تداولت لجنة الانضباط التابعة للكاف في ملف ما بات يعرف بـ"فضيحة رادس"، وقررت اعتبار الوداد خاسرا في مباراة الإياب أمام الترجي التونسي، فإن الملف سيدخل منعرجا آخر، بعد أن قرر الوداد استئناف القرار، مما يعني أن لجنة الاستئناف ستبت فيه وستصدر قرارها، الذي سيكون بدوره قابلا للطعن لدى محكمة التحكيم الرياضية "الطاس".
قرار لجنة الانضباط المخالف كليا للقرار الذي أصدره المكتب التنفيذي في اجتماع بباريس والذي كان قضى بإعادة المباراة في ملعب محايد، هو قرار معيب ولا يخدم العدالة الكروية، وهو بمثابة ضوء أخضر لبعض الأندية الإفريقية لتمارس البلطجة و"التشرميل" وتستخدم وسائل غير مشروعة لسرقة الألقاب، دون أن تجد أمامها أي رادع قانوني.
ولتفهموا أن هذا القرار القابل للطعن قد دبر بليل، فإن حتى عقوبة إجراء الترجي لمباراتين دون جمهور تم تأجيلها إلى ما بعد مرور 12 شهرا، علاوة على أن رئيس الترجي الذي سب وهدد رئيس "الكاف" وكال السب أيضا لرئيس الوداد لم يعاقب إلا بغرامة مالية قيمتها 20 ألف دولار، فهل بمثل هذه القرارات يمكن صيانة اللعبة في إفريقيا، وهل بمثل هذه القرارات يمكن أن تمضي الأمور في الاتجاه الصحيح.
هناك من يقول إن الوداد لم يكمل المباراة، لكن هل قام الحكم الغامبي بكاري غاساما بما يفيد أنه يريد استئناف المباراة، وأن المنافس رفض ذلك.
في تقرير الحكم والمندوب ليست هناك أية إشارة إلى هذا الأمر، ثم هل من المعقول والمنطقي أن تقنية "الفار" تصل إلى كل إفريقيا، كل ما أرادت "الكاف" ذلك، لكنها لا تصل إلى تونس وفي ملعب رادس بالضبط، وتحديدا في مباريات الترجي النهائية، علما أن أحمد أحمد رئيس "الكاف" قال بدوره في تصريحات صحفية إنه لا يمكن للفار أن يصل إلى كل إفريقيا ما عدا في تونس.
من جانب آخر، هل كان مقبولا في قضية مثيرة للجدل وبكل هذا القدر من الأهمية أن يشد مسؤولو الوداد الرحال إلى القاهرة بمفردهم دون أي دعم من جامعة كرة القدم، ففي الوقت الذي حضر إلى جانب الترجي كل من محمد واصف جليل نائب رئيس الاتحاد التونسي وحامد المغربي رئيس لجنة النزاعات والناطق الرسمي للاتحاد التونسي ووجدي العوادي الكاتب العام للاتحاد التونسي، فإن أيا من مسؤولي الجامعة لم يرافقوا الوداد إلى القاهرة، وهو الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة حول هذا الغياب الملحوظ، والذي يؤكد أن الجامعة كانت على علم مسبق بالقرار، خصوصا ان قرارات اللجان لا تخرج إلى العلن إلا بعد تأشيرة المكتب التنفيذي للكاف، كما حصل في مرات سابقة.
سيستأنف الوداد قرار "الكاف"، وسيكون ملزما بسلك كل المساطر التي من شأنها أن تمنحه حقه المسلوب، مع الوضع في الاعتبار أن هذه المعطيات التي تم تغييبها في حاضرة عندما اتخذ المكتب التنفيذي للكاف قراره بباريس؟
وفي كل الأحوال فإن الوداد عرى الواقع الأليم لكرة قدم إفريقية مازالت الألقاب تسرق فيها في واضحة النهار، بالغش والتدليس والتحايل.