بقلم: أحمد غنيم
وأنا أقوم بمتابعة الأستوديو التحليلي لمباريات الأربعاء من دوري أبطال أوروبا على قناة "بي إن سبورت" القطرية، وأشاهد كيف يقوم مقدم هذا الأستوديو بإدارة تحليل المباريات، وكيف نستفيد نحن كمشاهدين قبل أن نكون عاملين في المجال الرياضي من هذا التحليل الرائع والذي يقدم الإضافة والمعلومة المفيدة والقيمة، تذكرت ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي من مشاهد لأحد الاستوديوهات التحليلية على قناة مصرية، يقوم فيها المقدم وأحد ضيوفه من المحللين بالرقص على أغنية لتامر حسني وضعها المخرج احتفالًا بالأداء الرائع الذي يقدمه "الإسماعيلي".
والحقيقة أن الجمهور المصري والذي تابع هذه اللقطات سخر من ما حدث في هذا الأستوديو التحليلي والذي هو من المفترض في الأساس أن يكون تحليليًا فعلًا لمباريات كرة القدم المصرية، وذلك من خلال وضع أغنية "كوكو واوا" الشهيرة والتي يعرفها جيلنا، حين كان صغيرًا على رقص مقدم الأستوديو وضيفه، كنوع من السخرية من هذه المشاهد التي تؤكد استمرار "الفهلوة" في الإعلام الرياضي المصري، وعدم حدوث تغييرات إيجابية فيه، رغم ما شهدته مصر من تقلبات في أوضاعها العامة على مدار الأعوام الأربعة الماضية.
البعض والذي يقوم بالرقص أو يأكل "عيش وحلاوة" في الاستوديوهات والبرامج الرياضية يتحدثون عن ريادة الإعلام المصري، وأنه الأول بلا منافس على الساحة العربية، في حين أن الواقع يشير عكس ذلك من استغلال البعض في البرامج والقنوات في تصفية الحسابات الشخصية، والبعد عن الصالح العام للكرة المصرية، وعدم تقديم المعلومة المفيدة، ما يؤكد تزايد حالة الاضمحلال والتردي التي نعانى منها، وأنه لن تنصلح الأحوال ما دامت استمرت هذه الأوضاع في الإعلام الرياضي المصري، والتي تعد أحد الأسباب الرئيسية في هبوط الذوق العام للمشاهد الكروي.
يا سادة يا كرام، لا تبحثوا بعد ذلك عن أسباب هروب الكثير من الشباب نحو متابعة القنوات العربية التي تقدم لهم خدمة محترمة، وأفضل المباريات على مستوى العالم سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات، طالما ظلت سياسة "كوكو واوا" مستمرة في الإعلام الرياضي، فاستفيقوا يرحمكم الله.