مني سامي ريفي
علمها عند أهلها الذين يتذوقون مرارة المعاناة المختلفة والمتنوعة، وشرارة قساوتها على مدى الدهر، على سبيل المثال:
علمها عند المرأة الحامل لكي تعطي النور لجنينها تُضطر إلى أن تطير إلى مدينة العروي أو مدينة الناظور، والموت يكاد يصل إلى حلقومها، وعند التلميذ الذي يضرب كيلومترات مشيًا على الأقدام أربع مرات في اليوم ذهابًا وإيابًا، وعند آباء وأولياء أمور التلاميذ الذين تتمزق أكبادهم تجاه الأخطار التي تُحدق بأبنائهم، وعند الطالب الذي تعذر عليه مواصلة الدراسة، واحتاج للتدريب المهني فلكي يتعلم عليه أن يختار بين المقاهي والأزقة، وسرعان ما يحصل على دبلوم الانحراف، وعند مواهب الرياضات المختلفة التي تمارس موهبتها في المرافق المتاحة، وهي الشوارع، وعند أصحاب المنازل الذين تُسرق منازلهم نتيجة عدم توافر الأمن، وللمزيد اسأل المسن والمرأة والمراهق والشاب والضعيف والفقير والمحتاج وذوي الدخل المحدود، والذين يجوبون شوارع المدينة على أقدامهم أو على متن سياراتهم أو دراجاتهم، والذين يعبرون القنطرة الوحيدة الضيقة التي لا تتسع للعربات بشتى أنواعها، ومختلف الدراجات النارية والهوائية والراجلين، وغير ذلك، واسأل الذين لديهم قضايا في المحكمة، والمحتاجين لوثائق تابعة للأمن الوطني، واسأل التاجر والعامل والحرفي ووووووووووووو يسألونك عن مدينة مـــيـــضـــار قل علمها يكمن في النهوض بهذه الـــمـــدينـــة.