منظومة حقوق الإنسان المغربيّة والأحزاب السياسية

منظومة حقوق الإنسان المغربيّة والأحزاب السياسية

المغرب اليوم -

منظومة حقوق الإنسان المغربيّة والأحزاب السياسية

بقلم :رضوان قطبي

تبنّت المملكة المغربية دستورًا جديدًا، استفتي بشأنه المغاربة، مطلع تموز/يوليو 2011، يكرس حقوق الإنسان، كما هي متعارف عليها عالميًا، وينص على حماية منظومتها، مع مراعاة طابعها الكوني وعدم قابليتها للتجزيء.
ونص الدستور المغربي الجديد على مجمل حقوق الإنسان الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إضافة إلى تكريس سمو الاتفاقات الدولية كما صادق المغرب على التشريعات الوطنية والتنصيص على العمل على ملاءمة هذه التشريعات مع مقتضياتها.

 ومن بين الحقوق التي يكفلها النص الجديد، مرتبة كما جاء بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المساواة في الحقوق٬ وعدم التميز في الحقوق٬ والحق في السلامة الشخصية٬ والحق في عدم التعرض للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة أو الحاطة بالكرامة الإنسانية٬ والحق في اللجوء إلى القضاء٬ والحق في عدم الخضوع للاعتقال التعسفي٬ والحق في المحاكمة العادلة وإعمال مبدأ قرينة البراءة٬ وحق الحياة الخاصة وحرمة المنازل وسرية المراسلات٬ والحق في حرية التنقل٬ والحق في الزواج وتكوين الأسرة٬ والحق في الملكية٬ وحرية ممارسة الشؤون الدينية٬ والحق في حرية التفكير والرأي والتعبير٬ والحق في الحصول على المعلومة٬ وحرية التجمع وتكوين الجمعيات والانتماء النقابي٬ والحق في المشاركة في إدارة الشؤون العامة٬ والحق في العمل والصحة والتعليم٬ والحق في المشاركة في الحياة الثقافية.

 ونص الدستور الجديد صراحة، إضافة إلى الحقوق سالفة الذكر، على الحقوق الثقافية٬ عبر الاعتراف بالأمازيغية والحسانية والروافد الأفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية وعلى حماية الحقوق الفئوية٬ لاسيما حقوق النساء والأمهات والأطفال والأشخاص المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، كما ينص على معاقبة جريمة الإبادة وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، والانتهاكات الجسيمة والممنهجة لحقوق الإنسان.

وتعد المملكة المغربية من الدول العربية القليلة التي تبنت، قبل وبعد الاستقلال، التعددية الحزبية، كمكون "بنيوي" في المشهد السياسي العام، لمواجهة مظاهر القصور والضعف التي ميزت المعطى السياسي للدولة الحديثة، وبناء مشروع مجتمعي لمغرب "الغد".

 وشهدت الساحة السياسية الوطنية حقًا فعالية حزبية بالغة الأهمية في العقود الثلاثة بعد الاستقلال، سواء في شأن المساهمة الملموسة في نشر الثقافة السياسية الرفيعة، وتكوين المواطنين وتأطيرهم وتوعيتهم بواقعهم والعالم المحيط بهم، أو الدفاع عن الطبقات الشعبية المحرومة، والوقوف في وجه أصحاب القرار ومواجهتهم بقدر كبير من النضال والتضحية ونكران الذات.

 ومن المفترض أن يشكل هذا السبق "الاستثنائي" بيئة صالحة لإرساء تجربة ديمقراطية عربية نوعية، قد تتخذ نموذجًا يحتذى في باقي الأقطار العربية، ومثالا يعمم لبلورة وطن عربي موحد، ينهل من سجل الديمقراطية الكونية والقيم الإنسانية المشتركة.
وحيث أن  موضوع الأحزاب السياسية من أهم مواضيع الساعة التي تطرح للنقاش على الساحة السياسة، سواء منها الوطنية أو الدولية، لاسيما إذا علمنا أن الأحزاب تلعب دورًا  محوريًا ومهمًا في سير وتنظيم الحياة السياسية في الدولة، وهي بذلك طرف فاعل بالغ الأهمية.

وأكد ذلك ما نص عليه الفصل السابع من دستـور المملكة المغـربية المؤرخ في 29 تموز/يوليو 2011، بأنه "تعمل الأحزاب السياسية على تأطير المواطنات والمواطنين وتكوينهم السياسي، وتعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية، وفي تدبير الشأن العام، وتساهم في التعبير عن إرادة الناخبين، والمشاركة في ممارسة السلطة، على أساس التعددية والتناوب، بالوسائل الديمقراطية، وفي نطاق المؤسسات الدستورية.

ويبقى السؤال الحقيقي مطروحًا عن قدرة الأحزاب السياسية المغربية على ترجمة مفاهيم ومبادئ حقوق الإنسان، في برامجها الانتخابية الجماعية والبرلمانية من جهة أولى٬ وكذلك مدى  قدرتها على بلورة الوعود  إلى إجراءات عملية قابلة للتنفيذ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منظومة حقوق الإنسان المغربيّة والأحزاب السياسية منظومة حقوق الإنسان المغربيّة والأحزاب السياسية



GMT 12:34 2019 الجمعة ,19 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يَموت حقٌّ لا مقاومَ وراءَه

GMT 17:37 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 13:49 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 14:02 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 09:13 2018 الجمعة ,16 آذار/ مارس

الفرار الى الله هو الحل

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya