25 يناير مؤامرة شعب

"25 يناير" مؤامرة شعب

المغرب اليوم -

25 يناير مؤامرة شعب

بقلم : احمد المالكي

يبدو أنَّ الشيخ الجليل، وزير داخلية مبارك، اللواء حبيب العادلي نسي جرائمه وجرائم رجاله في الشعب المصري، وقرر إذ فجأْة أن يستيقظ من نومه، ويحلّل لنا ويزور التاريخ.

 لقد نسي حبيب العادلي الاعتقالات والقمع وسجون أمن الدولة، في عهد مبارك، وظهر ليحدثنا عن طيبة قلبه، وخوفه على الوطن، وأنَّ "الإخوان" هم من قاموا بكل شيء، وصنعوا هذه المؤامرة في "25 يناير"، التي كانت مؤامرة شعب عظيم، لإسقاط نظام فاشل مستبد، كاد أن يبيع الأخضر واليابس، من أجل حكومة نظيف، وأصدقاء جمال مبارك، الذين سيطروا على الحياة السياسية في مصر، بالتزوير في الانتخابات، واستخدام البلطجية في ترويع الناس من المشاركة في التصويت.

 الشعب المصري لن ينسى أعوام الفساد الأخيرة في عهد مبارك، ولن ينسى ما فعله العادلي ورجاله، وعوضًا عن أن يجعل الشرطة في خدمة الشعب نزع هذا الشعار وجعل الشرطة في خدمة نظام مبارك ورجاله، لتسقط الشرطة في 25 كانون الثاني/يناير 2011، لأنها كانت تدافع عن الباطل، وليس عن الحق الذي هو مع الشعب المصري.

 بناء الشرطة في عهد حبيب العادلي كان بناء سيء، وقامت الشرطة في عهده على الفساد، والمحسوبية، وظهر ذلك بداية من الدخول إلى كلية الشرطة، والمعاهد التابعة لها، التي إذا كنت تريد الالتحاق بها أو يريد ابنك ذلك، تقوم بدفع مبلغ يبدأ من 30 ألف إلى 100 ألف جنيه، كرشوة للسادة اللواءت والمسؤولين في وزارة الداخلية، بالاتفاق مع السيد "الشيطان" حبيب العادلي، الذي كان حاكم وزارة الداخلية وكاْنها "عزبة" ورثها عن أبيه.

 حبيب العادلي ورجاله في عهد مبارك كانوا يتعاملون مع الشعب المصري بمبدأ أنّهم السادة والشعب العبيد، ومهما تحول حبيب العادلي من شيطان إلى ملاك أو شيخ عنده بركات، لن يصدقه كل من عاش الفترة التي كان فيها وزيرًا للداخلية.

 أما قائده وشيخه الأكبر "الشيخ مبارك"، الذي يلعب دائمًا على وتر الموت في تراب الوطن، لن يغير كلامه أي شيء، ولن تتغير صورته السيئة في أخر عهده.

 مبارك، الذي تجاهل مطالب الشعب بالتغيير، وصدّق كلام ابنه جمال وزوجته سوزان مبارك، ورفاق جمال، حتى سقط سقوطًا ذريعًا، وضحى بتاريخه العسكري والمدني من أجل توريث ابنه.

وإذا كان مبارك ووزير داخليته ورجالهم يطلقون على "25 يناير" مؤامرة، فنحن نقول لمبارك أنت كنت السبب، عندما تجاهلت مطالب الناس، وكنت صاحب العبارة الأشهر في التاريخ حتى الأن "خليهم يتسلوا"، والشعب سمع كلامك، وذهب يتسلى، واتفق عليك، وفي النهاية الشعب ضحك عليك وعلى نظامك، وصنع ثورة.

نعم الشعب صنع ثورة، شارك فيها كل فئات الشعب، من الإسكندرية حتى أسوان، خرجوا في الميادين يطالبون برحيل نظام فاشل، نظام كان يحمي رجال الأعمال ويدهس الشعب الفقير تحت الأقدام.

وإذا كان كل ما يحدث في العالم العربي الآن مؤامرة، من صنع الأميركان، فلن تكون "25 يناير" مؤامرة.

وإذا كان "الإخوان" هم سبب تشويه "25 يناير"، فليس من المستبعد أن يكونوا قد عقدوا صفقات معكم، كما عقدوا من قبل في الانتخابات البرلمانية، التي حصلوا فيها على 88 مقعدًا في مجلس الشعب، وذلك لتشويه صورة الثورة، وعلى رأي المثل، "عليا وعلى أعدائي".

وإذا لم يعقدوا صفقة مع نظام مبارك، وفعلوا ما فعلوه، فهذا صراع كان بين الحزب "الوطني" و"الإخوان"، ولا علاقة للشعب، الذي يبحث عن ذاته في هذه الصراعات الفاشلة.

الشعب المصري، الذي خرج وضحى بدمائه ودماء شبابه، وسقط عدد من الشهداء في ميادين مصر، كان بعيدًا عن صراعاتكم على السلطة والكرسي، وكان كل ما يتمناه حياة كريمة له ولأولاده.
قولوا ما شئتم من خرافات، وتهيؤات، الشعب صنع ثورة في 25 كانون الثاني/يناير 2011، لإسقاط نظام مبارك المستبد الفاشل، وخرج في "30 يونيو" لإسقاط نظام "الإخوان"، الذي سقط سريعًا بسبب همجيته وإرهابه اللعين، ولن يتوانى الشعب المصري في الخروج لإسقاط أي نظام لن يحقق له ما يتمناه، ويحفظ له كرامته.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

25 يناير مؤامرة شعب 25 يناير مؤامرة شعب



GMT 12:34 2019 الجمعة ,19 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يَموت حقٌّ لا مقاومَ وراءَه

GMT 17:37 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 13:49 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 14:02 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 09:13 2018 الجمعة ,16 آذار/ مارس

الفرار الى الله هو الحل

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya