بسّام برّاك
ما همُّكِ سماءً تفلش زرقةَ صدى لونِها في عيونن
ا إن أغمضَ قلمٌ حبرَه على اسوداد...؟
وما همّكِ جبلا يرتقي بقاماتِنا الى اخضرار العمر إذا ما غرِقَ جذعٌ في ماءٍ أوحله الشتاء...؟
وما همُّكِ اسمًا كلّما ردّدناه تماهَت شفاهُنا والصلاة على صفحة المجد الأبيض فيما حروفٌ من خطيئة ، من مجون تنزلق الى صفحاتٍ صفراء..
ويا وزيرَ الإعلام رمزي جريج، ويا نقيب الصّحافة عوني الكعكي، ويا نقيب المحرّرين الياس عون، ويا رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، ويا رئيس المركز الكاثوليكيّ للإعلام الأب عبده بو كسم، ويا نادي الصّحافة، ويا نقابة المرئيّ والمسموع، ويا زملاء ...كيف لا نمحو صُفرَ الصفحات ببيانٍ أبيضَ؟ كيف لا نمزّق صوت الكذبة بصرخة الحقيقة؟ كيف نصمتُ عن حقّ، وكلامُ اللاعدل مُباح؟ كيف نحبُّها ولا نقول لها؟ كيف نتنسّم أغانيها ولا نصفع عاصفة هوجاء لنردّها عن نسمات وجهِها؟ كيف نصلّي الصباح والمساء معها ونترك الكفرَ يتسلّل الى مذبحِ تاريخِها؟
كيف لا نتوجّعُ إذا ما رُشِقتِ يا فيروز بحرف محرَّفٍ عن السطر الفيروزيّ؟ !
كيف لا نغضبُ سطوعُا حين فسادُ الصّحافة ونُفاياتُ العبارات تُرمَى عند عتبة بيتك وخصوصيّتِك ووحدتِك وكأس ليلك؟
فيروز ... لا، لن أقدّسَك ولن أقيَنِنَك..إنّما ما الوحدةُ ، ما الوحدتُك حتّى تصوّبُ سهامُ ذيّاك نحوها، وأنتِ وحيدةُ كلّ منا، نحن شئناك لي، له، لنا، لها، نحن تقاسمنا خبز صوتِك الى موائدنا وأردناك وحيدة وحدتِنا.
فيروز... ما كأسُ سهرِك، وأنتِ نديمة كؤوسِنا، وأغنيّة ليلنا ولا نزال نترع مع كحول الشجن صوتَك يرسل: ليلّيّة بتسقيهن كل واحد من كاس؟
فيروز ...ما مالُك ما غناكِ، ونحن نبتاع بطاقاتِ حفلاتك مع رغيف الخبز ، ونسدّد لكِ بمالٍ يزول ضرائب حبّ وهبتِنا إيّاه بصوتِك الباقي .. نحن ناسٌ من حنين نُقبل الى الفنان بما نملك وتصفّق له قلوبُنا بحرارة، ولا نتقاضى من السياسيّ لتصفّق له أيدينا بجفاء.
بمَ يهاجمُك الحبرُ الكئيب؟ بيتُك ممرٌّ لمؤامرات؟ وأنتِ، مسرحًا وقصيدة وأغانيَ، حرّرتِنا من مؤامراتِ الطغاة وأبكيتِ المغتربين ومدَدتِ جسور الإنسانيّة وهتفتِ لبنان بشجى عُرب حنجرتِك؟
كلُّ ما قيل هباء..كلُّ ما تزاحفَ من كلمة سقطاتٌ ..وأنتِ العالية، أنتِ السّامقة، أنتِ الفيروز في سمائنا صيفًا وشتاءً..انتِ حبُّنا الباقي الى أبدِ الغناء.