الإعلام العربي أزمته السَّبت والأحد والإعلام المصري أزمته غير أي حد

الإعلام العربي أزمته السَّبت والأحد والإعلام المصري أزمته "غير أي حد"

المغرب اليوم -

الإعلام العربي أزمته السَّبت والأحد والإعلام المصري أزمته غير أي حد

بقلم - أحمد المالكي

لمناسبة منتدى الإعلام العربي في دبي، والذي يتجمع فيه الإعلاميون من كل الدول العربية؛ لمناقشة القضايا المتعلقة بالإعلام في عالمنا العربي، اكتب هذا المقال، واستغل فرصة انعقاد هذا المنتدى وأرسل رسالة إلى الإعلاميين العرب، مفادها؛ عليكم مراجعة ما يكتب، وما يقال في إعلامنا، وقدِّموا لنا توصيات حقيقية، بما يجب أن يكون عليه الإعلام في الوطن العربي، والذي يواجه أزمة في حقيقة الأمر، أقل ما يقال عنها بأنها أزمة صعبة، والصعوبة تكمن هنا في الحالة التي وقع فيها الإعلام العربي، وأصبح يقود المشهد للأسوأ، وليس للأحسن، ووقع في بث الكراهية والفتنة والتعصب لمواقف سياسية بعينها.
وعندما دخلت إلى مجال الصحافة في بداياتي، تعلمت أن الصحافي يجب أن يكون محايد، ولكن ما تعلمته شيء، وما تواجهه بعد ذلك شيء آخر، على رأي المثل العامي القائل؛ "ده حماده وده حماده تاني خالص"، والإعلام العربي في أزمة، ولكن الإعلام المصري يواجه أزمة كبرى، ويواجه تحديات صعبة، ويحتاج إلى إعادة تقييم حقيقية، وقوانين تنصف الصحافة والصحافي، ولدينا مشاكل كثيرة في مجال الصحافة في مصر.
رئيس التحرير في الصحيفة، التي تعمل فيها، والذي يطلب منك أن تكون محايد، عندما تُقدِّم له موضوعًا ضد ما يعتقد هو أو ضد السلطة الذي هو مُقرَّب منها، ويخاف أن يخسر علاقاته بالسلطة، يقوم بوضع موضوعك داخل الدرج أو يقوم بإعطائك درس في كيف تكتب موضوع لا يجرح السلطة، ولا يخدش حياءها، ويقوم بتحويلك إلى التحقيق، وتحصل على استمارة 6.
للأسف هذا هو حال الصحافة في مصر، حيث يتم منع تحقيقات صحافية ومقالات؛ لأنها ضد الموقف السياسي الذي ينتمي إليه رئيس التحرير أو مجلس إدارة الجريدة، أو ضد السلطة المُقرَّب منها رئيس التحرير، وهذا ما حدث مع كثير، ويحدث كل يوم، وذلك لعدم وجود نقابة قوية تُدافع عن هؤلاء، ومعظم من يمارس الصحافة في مصر الآن لا ينتمي إلى نقابة الصحافيين؛ لأنه للأسف يسيطر عليها مجموعة ليس هدفها حماية كل من يعمل في مجال الصحافة، وليس هدفها تطوير المهنة والارتقاء بها، وعندما يموت صحافي ليس عضوًا في نقابة الصحافيين يحصل على العضوية الشرفية بعد موته، وهذا ما حدث مع الشهيدة ميادة، ودعونا نعترف بفشل نقابة الصحافيين في أمور كثيرة، وعلى رأسها ملف الصحافة المحلية الموجود في محافظات مصر المختلفة، وهذا الملف أكبر دليل على فشل تلك النقابة، والذين يسيطرون عليها.
وحتى عندما يتم المطالبة بتشريعات لصالح الذين يعملون في مجال الصحافة، تتدخل الدولة لتفرض شروطها، وإذا لم يتم الموافقة على شروطها تهدد بإفشال التشريعات، فنحن في مصر لدينا دستور يقول؛ إنه لا يوجد وزير إعلام، وللأسف لدينا وزير إعلام، وملف الصحافة في مصر لا يحتاج إلى مقال واحد أو إلى جلسة نقاشية واحدة، بل يحتاج إلى مقالات وجلسات ودراسات حقيقية، يقوم عليها أساتذة الإعلام في الجامعات المصرية المختلفة؛ للخروج بالصحافة إلى بيئة أفضل، واهتمام أكبر؛ لأن المجتمع فقد ثقته في الصحافة، بسبب تحيز الصحف ورؤساء التحرير إلى مواقف سياسية معينة.
وظهور مواقع إليكترونية جديدة، فتحت فرصًا أفضل، وبعضها فعلًا يُقدِّم صحافة حقيقية، تجمع الآراء والتوجهات كافة دون تحيز لأحد بالإضافة إلى إعلام المواطن في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، الذي يعبر فيها عن نفسه، وعن واقعه، ومشاكله الحقيقية، دون أن ينتظر رئيس تحرير يقوم بممارسة دور الحاكم الظالم.
وإذا تحدثنا عن الفضائيات، التي بحسب رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، في منتدى الإعلام العربي، كان عدد القنوات الفضائية في العام 2010 700 قناة فضائية، ووصلت الآن إلى 1300 قناة فضائية، لذلك ملف الفضائيات يحتاج إلى من يفتش في هذا الملف المغلق، والحديث بشأن مصالح رجال الأعمال في تلك القنوات، والغرض من إنشائها، هل هي لخدمة مصالحه أو لخدمة الناس، وإذا كان الحديث عن خسارة تلك القنوات مليارات الجنيهات سنويًّا، لماذا بقاء تلك القنوات التي تخسر، هل صاحب تلك القناة سعيد بخسارته أم أن وراءها أغراض أخرى؟!
وإذا تحدثنا عن نجوم تلك الفضائيات في مصر، من الإعلاميين الذين يحصلون على مرتبات مبالغ فيها، أو مرتبات خيالية، ويتاجرون بهموم ومشاكل الشعب المصري، لدرجة أن نجوميتهم الآن جعلتهم لا يروا إلا النخب، وأحاديث الاستوديوهات مع الخبراء الأمنيين، والتحيز الواضح لبعض هؤلاء لمواقف سياسية معينة، ومشاركتهم في تأجيج الأوضاع في مصر، لذلك ملف الإعلام في مصر يتطلب من الرئيس المقبل، فتح هذا الملف الشائك، وتنظيف الجرح، مهما واجهه من تحديات، ومهما واجهه من انتقادات أمن مصر القومي، ويبدأ من الإعلام، ورسالة إلى كل العاملين في مجال الصحافة والإعلام في مصر لنبدأ صفحة جديدة مع بداية عصر جديد، بعد ثورتين، لكي نصنع إعلامًا قويًّا، ومُحصَّن من الفساد، ونعيد ثقة الناس مرة أخرة إلى الإعلام في مصر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام العربي أزمته السَّبت والأحد والإعلام المصري أزمته غير أي حد الإعلام العربي أزمته السَّبت والأحد والإعلام المصري أزمته غير أي حد



GMT 12:34 2019 الجمعة ,19 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يَموت حقٌّ لا مقاومَ وراءَه

GMT 17:37 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 13:49 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 14:02 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 09:13 2018 الجمعة ,16 آذار/ مارس

الفرار الى الله هو الحل

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya