حنين القوى الاستعمارية إلى عهود التكالب على الأمم و الحضارات

حنين القوى الاستعمارية إلى عهود التكالب على الأمم و الحضارات

المغرب اليوم -

حنين القوى الاستعمارية إلى عهود التكالب على الأمم و الحضارات

عبد الرحيم لحبيب

ينفضح يوما عن يوم، مدى زيف خطاب القوى الاستعمارية، في تعاطيها مع ملفات و قضايا المجتمعات و الشعوب و الحضارات، التي لازالت تراها مستضعفة مغلوبة على أمرها، بل تعمل على ذلك ، بشتى الأساليب و المؤامرات، كما أصبحت مبادئ الديمقراطية، و حقوق الإنسان، و كل الفكر و الفلسفة التي تتشدق بها  قوى الاستعمار، مجرد فزاعة في وجه دول العالم، تترجم سلوكا كولونياليا، لا يؤمن إلا بالمصلحة الخاصة، و يعكس فشل كافة هيئات المجتمع الدولي، بل و فسادها المدوي. انه فكر كولونيالي، يحن إلى عهود التكالب على الأمم و الحضارات، عجز عن مزيد من التخفي، و الاندساس و التغلغل في نسيج المجتمع الدولي. 

مناسبة هذا الحديث، تندرج في سياق، الحملة المسعورة التي تمارسها، على المغرب، جماعات و لوبيات الفساد الدولي، بدأ بالمحكمة  و الاتحاد الأوروبيين، مرورا على منظمة الأمم المتحدة، في شخص أمينها العام، و مبعوثيه الخاصين الذين تعاقبوا على ملف قضية الوحدة الترابية للمملكة، ثم التعاطي الملتوي مع هذا الملف لكل من فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية، و لوبيات المنتظم الإفريقي، و الجارتين الشقيقة الجزائر و الصديقة  اسبانيا.

ينضاف إلى ذلك دور منظمات حكومية و غير حكومية، كلها تتحجج حسب الظرف و المناسبة و الهدف، مرة باسم حرية الرأي و التعبير و أخرى بالحرية الجنسية، و أخرى بحماية حقوق الأقليات، و حرية المعتقد، و غيرها من المسميات، التي لم يعد يستقيكم لها مدلول، بالمقارنة مع ما تمارسه هذه الكائنات الهجينة نفسها من اعتداء يومي على أبسط  حق من حقوق الإنسانية.

فمخططات الهيمنة و الاختراق أضحت جلية، و تعبر عن نفسها بشكل فظيع، هدفها تقويض أي كيان يسعى للمضي قدما نحو النماء و التطور، كما تعبر المعارك و النزاعات التي، عاشتها و تعيشها دول منطقة الشرق الأوسط و آسيا، و خصوصا ما رافق الأحداث في مجموع دول العالم العربي، كلها تعبر عن تصور استراتيجي، هدفه زرع كل أسباب الفتن و التأجيج النزاعات بين دول شقيقة كانت و لم تعد تجمعها جامعة أو تربطها رابطة.

تقطيع الأوصال بين شعوب و أمم، و زرع روح العداوة و عدم الاستقرار، حتى داخل الكيان الواحد، هو أرقى ما نجحت في تحقيقه، هذه النظرة الاستعمارية الجديدة، التي تعتمد أخطر وسائل تكنولوجيا التجسس و الاختراق و أسلحة الدمار و التخريب، و تهجير الشعوب و العقاب الجماعي لها، تمهيدا لسهولة الانقضاض و السيطرة عليها، و تركيعها.

الإرهاب اليوم هو صناعة ابتكرته الدولة المستقوية، تعبد به الطريق لضرب و اعتقال كل من لها مصلحة فيه، إرهاب الدولة الاستعمارية، هو أخطر ما يتهدد أمن و سلم المجتمع، أبدع الفكر الكولونيالي فيه إلى أبعد الحدود، و اعتقد أنه بتقديم صورة مشوهة، عن الإسلام، و اتخاذه عدوا، يكون قد تمكن من السيطرة على العقول ، في حين أن واقع ما خلفه هذا التهجم على المعتقد الديني، أعطى نتائج عكسية لم تكن في الحسبان، جعلت أعدادا كبيرة من أبناء الدول الكولونيالية نفسها، تعتنق الإسلام، و تتبناه.

و حيث أن زعزعة أمن و استقرار شعوب و دول المنطقة العربية، و سياسة الفوضى الخلاقة ، هي ما اعتمدته دول الاستعمار و نجحت فيه، فقد حان الوقت في اعتقادها للتكالب على وحدة المغرب و سيادته، و حال تفكيرها ألا يبقى أي كيان من الوطن العربي مستقرا و ثابتا، يشق طريقه إلى الأمام، بمحاولات لعب مفضوحة، و تبادل للأدوار و المهام و الأوراق. الفكر الكولونيالي بمصالحه الاقتصادية و الاستراتيجية، جعل من كل المنظمات الدولية لوبيات تتحرك وفق رقعة استراتيجية، يحفظ  لها امتيازاتها.

الغرب لا يخشى الإسلام الطقوسي و الشعائري، بل يخشى الإسلام الذي يدعو إلى العلم و العمل و التقدم و الحضارة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حنين القوى الاستعمارية إلى عهود التكالب على الأمم و الحضارات حنين القوى الاستعمارية إلى عهود التكالب على الأمم و الحضارات



GMT 12:34 2019 الجمعة ,19 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يَموت حقٌّ لا مقاومَ وراءَه

GMT 17:37 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 13:49 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 14:02 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 09:13 2018 الجمعة ,16 آذار/ مارس

الفرار الى الله هو الحل

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:34 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

تنظيم الدورة الثالثة لدوري أنزا لركوب الموج

GMT 08:07 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

شبكات التواصل بين السلبي والإيجابي

GMT 14:01 2017 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

5 أسرار طبيعية للحصول على رموش جذابة و كثيفة

GMT 03:34 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

اطلاق أشغال مجمع الفردوس السكني في خريبكة

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 03:55 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

"البحث عن الإلهام على انستغرام" أبرز أفكار تنظيم الخزانة

GMT 17:08 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مباي نيانج يرفض فكرة الرحيل عن فريق "ميلان" الإيطالي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya