أخونة الدولة

أخونة الدولة

المغرب اليوم -

أخونة الدولة

بقلم : شيرين قسوس

في الآونة الاخيرة، عند متابعتي للنقاشات التي تدور بين الافراد في مواقع التواصل الاجتماعي أرى أن الكثير من الناس يستخدمون مصطلح “الآخر”، بين دعوة لقبول الآخر ودعوة معاكسة تحرض على رفض الآخر !! سألت نفسي سؤال: من هو الآخر ؟! من هو ذلك الآخر الذي ينبغي علي قبوله او رفضه ؟! إن هذا المصطلح جديد بالنسبة لي فأنا لم أنشأ على قبول او رفض “آخر” وإنما نشأت على فكرة قبول او رفض “الإنسان” بحسب إنسانيته فقط !!

ماذا يحصل لوطني الحبيب ؟!

إن دين الدولة بحسب ما هو منصوص بالدستور الاردني هو “الاسلام”، ومع ذلك فإن وطني الحبيب مدني منذ النشأة، نعم هو مدني محافظ على الشرعية والكنسية المطلقة بآن واحد؛ فكما يوجد محاكم شرعية ومحاكم كنسية هناك أيضا قوانين مدنية وضعية أوجدها نخبة من الخبراء لتحفظ العدل بين الناس !! ماذا لو طورنا تلك القوانين المدنية وجعلناها تقدمية عصرية ؟! فإن تطويرها سيؤثر بشكل إيجابي على النسيج الوطني ككل وليس كجزء ولن تلغي “الآخر” كفرد؛ وانما تلغيه كمفهوم أطلق للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد !!

منذ حوالي السنة أطلق حزب تحت اسم “التحالف المدني”، وقد حورب من عدة جهات وافراد وايضا بحملات اعلامية، مع انه حزب يعكس صورة متحضرة عن مجتمع يعاني الكثير من الفساد !! ولربما يكون هذا الحزب هو بذرة الاصلاح الاولى لما يعاني منه مجتمعنا الحبيب، فهو حزب يضم “الآخر” كفرد وشريك بالهوية الوطنية، ولربما ينشىء مفهوم جديد لمصطلح “الإخوان” غير مرتبط بمعتقد معين؛ وانما يرتبط بربط جميع افراد المجتمع بكل أطيافه بمحبة وإنسانية تحت ظل الراية الهاشمية، مما يقوي ويعزز من تكافلنا الاجتماعي وإنتمائنا وترابطنا وتقدمنا نحو بناء مجتمع متحضر عصري وعادل، فنحن جميعنا “إخوان” بالانسانية اولا و من ثم بالوطنية وبمحبتنا لهذا الوطن.

لقد سبق لأحدهم ان قال: “اجتمع أعداء الدين بحزب !”، و قد اضحكتني تلك المقولة بل واحزنتني كثيرا بنفس الوقت، فكيف يمكن لأحدهم ان يفكر بتلك الطريقة بعصرنا الحالي !! فهذا حزب يظهر سماحة الدين قبل كل شيء بقبول “الآخر” كإنسان أولا وكشريك وطن ثانيا، فنحن بهذا الوطن لا نتعايش بل نتشارك، نعم نتشارك الضيق والفرج ونتقاسم الرغيف بمحبة الوطن !! ان هذا التحالف يضم أبناء الوطن الواحد من الاسلام والمسيحية بمختلف الطوائف بكل محبة وسلام وحماس للمساهمة في بناء وطننا الغالي، ان هذا التحالف يؤكد على انه وعلى الرغم من ان دين الدولة الاسلام؛ الا انها دولة مدنية متحضرة و عادلة تحت ظل القانون !! إن هذا التحالف لا يلغي المحاكم الشرعية اوالكنسية وانما يحسن ويضيف ويطور القوانين المدنية الوضعية بما يناسب عصرنا الحالي وبما يتطلبه المستقبل من أجل أن يكون المستقبل مشرق لأطفالنا !! ان بناء اي وطن يتطلب الوحدة بين أبناءه لا التفرقة؛ فالتفرقة قد هدمت أوطان !!

عندما انظر الى إيجابيات هذا “التحالف” ابتسم واقول: دمت بخير يا وطني !! فلربما بسبب هذه الايجابيات الكثيرة لهذا “التحالف” قد امتلك الكثير من القوة قبل البدء، و قد أوجد رهبة لدى البعض من المنافسة على الساحة السياسية، فكن البعض العداء لهذا الحزب حتى قبل ان يبدأ عمله على ارض الواقع !!

دمت بخير يا وطني..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخونة الدولة أخونة الدولة



GMT 12:34 2019 الجمعة ,19 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يَموت حقٌّ لا مقاومَ وراءَه

GMT 13:49 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 03:25 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بدران يؤكّد أن "الكاكا" تخفض مستوى الدهون في الدم

GMT 09:31 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

استراتيجيات تخفيف الفساد

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 00:11 2018 الأحد ,15 إبريل / نيسان

اغتصاب فتاة "صماء" وحملها في الدار البيضاء

GMT 05:48 2018 الثلاثاء ,10 إبريل / نيسان

أفضل الطرق لتثبيت مساحيق التجميل على البشرة

GMT 18:30 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

جمهور الكوكب المراكشي يطالب بإبعاد عاطيفي

GMT 10:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

رحمة حسن في إطلالة طبيعية تنال إعجاب جمهورها

GMT 06:04 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

فندق "Desa Atas" من الأماكن الساحرة في جزيرة بالي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya