محمود حساني
ذهبت أمس إلى إحدى المصالح الحكومية لإنهاء بعض المتعلقات ،ففوجئت بالطريق وكأننا صباح يوم الجمعة ، رغم إنني كنت في ظهيرة يوم الأحد ، فالسيارات التي تعج بها الشوارع طوال أيام السنة تكاد تكون منعدمة ، والهيئة التي كنت متوجهاً إليها خالية من الموظفين بشكل يكون كاملاً ، لذا اعتقدت بعد ما رأيت مشهد اختفاء السيارات ، وغياب الموظفين ، إنني مخطئ وأن اليوم هو الجمعة وليس الأحد .
وفي طريقي إلى النزول من الهيئة ، قابلني أحد الموظفين ، وأبلغني " كل سنة وأنت طيب رمضان كريم، أسأل عن طلبك بعد العيد"!.
أتساءل عما يفهمه المصريون من الجملة السائدة داخل مجتمعنا طوال عقود من " كرم" رمضان ، هل هو شهر الصيام عن العمل والكسل والخمول والتهام اللحوم ؟..للأسف الواقع في مصر يقول ، هو شهر الإجازة السنوية مدفوعة الأجر ، والتي ينتظرها المصريون لاسيما موظفي الحكومة ، من عام لأخر بفارغ الصبر .
سياسة " تزويغ" الموظفين من أماكن عملهم في أول يوم لشهر رمضان ، قد يكون تصرف يقبله البعض كإجازة من جملة إجازات الأعياد القومية والدينية ، لكن غير مقبول أن يستمر هذا الحال ، طوال شهر رمضان .
يا سادة شهر رمضان ،" كريم" مع من يحسن استقباله ، ويؤدي عمله فيه بأمانة وإخلاص ، ففي عهد الرسول صل الله عليه وسلم والصحابة ، كان شهر العمل والجهاد والانتصارات الكبرى.