احترام القانون

احترام القانون

المغرب اليوم -

احترام القانون

بقلم : القاضي عماد عبد الله

بعد سنين من عصور كانت شريعة الغاب هي السائدة فوجد الإنسان أنه لا بد من وجود قانون ينظم حياة أفراد المجتمع مع بعضهم ومع السلطة الحاكمة وعلى مستوى الدول فيما بينها. ذلك أن الإنسان فضله الله سبحانه وتعالى على بقية المخلوقات بالعقل، مما يقتضي معه أن يمتاز سلوكه بالنظام عبر قوانين تنظم حياة المجتمعات كي لا  يستفرد القوي مستغلًا قوته وتضيع حقوق الضعيف.

ولذلك نجد أن القوانين كانت محفورة في ذاكرة الأقوام التي سبقتنا وأصبح القانون هو الأساس الذي ينظم حياة المجتمعات المختلفة بغض النظر عن طبيعة تلك القوانين. ولكي تأتي القوانين ثمارها في استقامة للشعوب لا بد من احترامها.

 وأن ما يرسخ ثقافة احترام الأنظمة والقوانين أن تكون لدى الإنسان القناعة الكاملة بأن النظام هو أساس الحياة والذي يضبط سلوك الفرد داخل المجتمع في كافة تصرفاته اليومية المختلفة وأن احترام القانون يحتاج إلى وعي كبير بضرورة الالتزام به وأن تسود ثقافة احترام القانون على مستوى الأسرة والمؤسسات التعليمة والتربوية والجهات التنفيذية المختلفة حتى تصبح حالة صحية تأخذ المجتمع إلى بر الأمان والاستقرار. وذلك بتطبيق القانون سوف يأخذ كل ذي حق حقه وتتحقق المساواة والعدالة بين أفراد المجتمع ويجب أن يكون القانون مقنعًا كي يحظى بالتطبيق والاحترام مراعيًا الأعراف الاجتماعية وثقافة المواطنين المتمثلة بالعادات والتقاليد والدين ولا بد أن تكون تلك القوانين عادلة لأن احترام القوانين رهين عدالتها.

 ومع ذلك نجد أن صياغة المُشرّع العقوبات المناسبة لكل من يخالف القانون، له دور أساسي في إجبار البعض على احترام القانون، لأن ذلك يمنعه من العودة مجددًا إلى مخالفة القانون ويردع غيره في ارتكاب ما يخالف القانون.  لأن الناس ليسوا متساويين في التفكير والوعي بالالتزام بتطبيق القانون واحترامه فالبعض منهم لا يعرف سوى منطق القوة فيكون مكرهًا على تطبيق القانون لمصلحة المجتمع وكي تسود حالة من الاستقرار في المجتمع وكما معروف فان الدول بمختلف انظمتها فيها مختصون يضعون القوانين وتتولى الجهات التنفيذية تطبيق القانون اما دور القضاء يأتي عندما تثار مشكلة يلجأ فيها الخصوم الى القضاء ليقول كلمته الفصل التي تحقق العدالة مراعية تطبيق القوانين المختصة في مجال النزاع وبما يؤكد احترامها للقانون والذي تفرضه على أطراف النزاع عبر احكام تراعي الدقة في تطبيق النصوص القانونية محققة للعدالة التي يبغيها الجميع.

ويأتي دور المؤسسات الحكومية في احترام القوانين من خلال الجهات التي تنفذ القوانين بأن يمتاز المسؤولون فيها عن تطبيق القانون بالكفاءة والنزاهة حتى تطبق القوانين بصورة صحيحة وتنعكس بشكل ايجابي على احترام القوانين والأنظمة. لان المسؤول عن تطبيق القانون إذا لم يكن كفؤًا أونزيهًا سوف يؤدي ذلك إلى تطبيق القانون بشكل غير صحيح مما يفقد القانون عدالته واحترامه لدى الغير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احترام القانون احترام القانون



GMT 12:34 2019 الجمعة ,19 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يَموت حقٌّ لا مقاومَ وراءَه

GMT 17:37 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 13:49 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 14:02 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 09:13 2018 الجمعة ,16 آذار/ مارس

الفرار الى الله هو الحل

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya