ذهن حاد من الجنوب

ذهن حاد من الجنوب

المغرب اليوم -

ذهن حاد من الجنوب

بقلم: محمد الجمّال

لا أنتم جيش المهدى، ولن تنتظركم الحور العين... لا  الحب أوشك أهل العراق أن يُجبى إليهم قفيز من العجم ولا أوشك أهل الشام أن لا يُجبى إليهم المُدي من الروم ولاشة خربوا البيت ولا إستخرجوا الكنز ولا نزل الروم بدابق ولم يخرج جيش المدينة ولم يصنف إلي ثلاث ولم تفتح القسطنطينية بعد لتعودوا الي الشام. إذا كان ما سبق هوه المبرر لإنتشار ظاهرة «داعش» فلنفكر لبرهة سنعَرِف أنه ليس الزحف العظيم ؛لأنه كما يقال لم يبدأ من خرسان، إنما ما يحدث عملية تقسيم جديدة بالتنسيق مع العدو المجهول المعلوم الذي درس جيدًا جميع علامات الظهور عند الجميع فالإقتراب من بغداد وصنعاء وسنسمع في القريب دمشق ليس له إلا تحليل وحيد، أن هناك من يخطط وهناك من ينفذ بالوكالة وسط حالة ارتباك عقلى وجهل دينى... لا أستطيع أن أجزم أن تلك الحرب بالوكالة ستفشل ولكن أستطيع أن أجزم أن هذا الوهم لن يمتد أكثر. الإرهاب مظهر من مظاهر العنف الذى يمارسه الإنسان داخل المجتمع, وهذه الممارسة لم تكن وليدة اليوم، فهي منحدرة في تاريخه.

 فقد شهدها قدماء المصريين وامتدت إلي عصر الإغريق ثم عصر الرومان وصولاً إلي العصر الحديث … فما أحوجنا أن نترك بعض المفاهيم النخبوية لما فيها من ادعاءات كاذبة تتوارى خلف ابتسامات مصطنعة, وندعم دور شباب لا نخبوى كل همه(الوطن) وأن نستمع لآرائه فى مفاهيم الحرية والعدالة الإجتماعية والوطنية. أيها الشباب في كل الحركات السياسية والحزبية أنتم الجيل الذى سيشهد الإنتصار الحاسم لأمتنا…والمشروع الوطنى الذي سيغير وجه المنطقة… «قومو بدوركم» أيها النخب(عواجير الأمة) لا تجعلوا الشباب مضطرًا إلى الجلوس والإنتظار فجلسوهم لن يدوم طويلًا. الشباب إحنا مش بند في لائحة كلمة سيرددها الشباب كثيرًا ولعل هناك حياة لمن تنادى فتصل الرسالة عمليًاً وليس معني ذلك عدم المشاركة فى الحياة السياسية بل لحظة دراسة وتأمل للإنطلاق من السكون للحركة فى الحياة العامة بقوة وإصرار؛ ليكون كارتً أصفرً؛ لتعديل وضع مقلوب ببساطه الشباب يريد المشاركة والتعلم من خبرات الآخرين(الحكماء) لتستمر الحياة ويستمر البناء فليست الدولة حكرًا علي مجموعة من العواجيز(الحكماء) أو مجموعة من الشباب. لنجلس ونتفق علي بناء الأمة بدون تكبر أو تعالى بمعايير واضحة ولن نخترع أسلوبًا جديدًا في البناء المعادلة بسيطة بدون إقصاءً لأحد «خبرات الحكماء وسواعد الشباب» لعلى لا أقع فى مجازفة المبالغة لو قلت أن الحضارات غير الإسلامية بنت تصوراتها على فلسفة الصراع كأداة للتعامل مع الغير يحكمها المصالح فماذا ننتظر من حضارة تعجز عن الجمع بين (الإيمان بالمادة والإيمان بالله) يحكمها معيار مادى صرف واحتياج إلى تأمين إقتصادها بتشغيل مصانع السلاح وإشعال صراعات متعددة حول العالم... والمحاولة المستميتة فى السيطرة على مصادر الثروة خارج حدودها… حتى لو تم ذلك على جثث الآخرين وأشلائهم. غير عابئين بما أمر به دينهم أو حتى ما توصل إليه فلاسفتهم من تعاليم التعايش مع الأخر.

فالثابت من استقراء التاريخ أن الوسطية كانت دائمًا أول ما يلمحة الاَخر من مظاهر الحضارة وتجلياتها, وأول ما يشجعه على تقبل ما تحمله إليه من قيم وتشريعات وأنماط ثقافية وسلوكية. والثابت أيضًا أن حضارة المسلمين نزلت إلى ميدان التجربة وأثبتت وجودها على أرض الواقع واستوعبت فى صراعاتها أعتى حضارتين عرفهما العالم اَنذاك. إنها حقًا لعجيبة من أعظم عجائب التاريخ… نظرًا لطبيعة العقيدة التى شكلت روح تلك الحضارة, وطبيعة الرجال الذين حملوا العقيدة وعرفوا كيف يتغلبون على أعدائها. فالأمر الذى لا مرية فيه أن رسالة هذة الحضارة قد تميزت بالمرونة والقدرة على الإجتهاد وعدم الإنغلاق فى تشريعات وأحكام جامدة فاتسمت بصلاحية الرسالة لكل زمان ومكان, صلاحية متجددة كلما تجددت الأحوال والظروف والأزمنة والأمكنة عناصرها الوسطية والتوازن تمثل الطاقة المتجددة التى مكنت تلك الحضارة من الإنتشار بين أمم مختلفة فى البيئة واللغة والعرق والعقيدة والحضارة؛ فالوسطية منهج قرآنى ومنهج ثابت فى متن هذا الدين «الوسطية» بالعدل والإعتدال… التى لا تغلب المنهج العقلى فحسب وافترقت جذريًا عن نظرية العدالة الأفلاطونية،ونظرية الوسط الأرسطية،وال وسط الذهبى الذى أوصى به كونفوشيوس… فكل تلك الوسطيات الفلسفية التأملية بعضها يغلب عليه الجانب العقلى,والبعض الآخر يغلب عليه الجانب الأسطورى. بقي أن نفهم أن غياب فهم سياسة الأولويات فى التعامل مع القضايا عندما تتقدم الخلافات المستهلكة تاريخيًا على المصالح الكبرى… وتحديد العدو المشترك يترك تأسيس منهج صحيح للتعامل مع التحديات الخطيرة المشتركة، كما أن (التأييد المطلق والهجوم المطلق يؤججان الفتن). رافعين شعار «الاعتدال» متبنين منهج «الوسطية»وإن لم يعلنوا عنها لفظًا ومن دلائل ذلك قبول بعضنا البعض واعترافنا بإختلاف وجهات النظر وجواز تعدد الرأى فى المسألة الواحدة بل «لقد ترك الإمام الشافعى رحمه الله القنوت فى صلاة الصبح لما صلى مع جماعة الحنيفة فى مسجد إمامهم على خلاف مذهبه وفسروا ذلك بأنه فعله تأدبا أو تألفا» وإجتهادى الشخصى (إنما أنا بشر أخطئ وأصيب) تلك الكلمات البسيطات كانت نصب عين الإمام الشافعى رحمه الله . فانظروا وتفكروا لتحديد العلة… وعدم إدارة الظهر للعقل وضوابطه وحكم الهوى والسياسة والمنفعة وعدم التعبد للعقل أيضًا فى كل شاردة وواردة وعدم إنشاء عقائد مشوهة تحاكم بها الناس وتقاتلهم عليه. ويحدثنا التاريخ أن الأمم هى التى تدفع دائمًا الثمن غاليًا لهذا الترف العقلى لنخبة من العلماء والدعاة يعيشون في القصور ويحتمون بأصحاب المال والجاه والسلطان.

إننا نميل إلى أننا كلنا فى(دولة الطبيعة) «أحرارً متساوون ومتعايشون ولكن ينقصنا التنظيم« فقد اختلف البعض حول ما هى طبيعتنا البشرية الأولى هل هي سيئة بالمطلق وحرب دائمة ليسيطر كل منا على الاخر… أم هى ليست سيئة بالمطلق وكلنا فى دولة الطبيعة أحرارً، الواقع الرأسمالى يميل إلى الشق الأول، ولذلك توجد دائما مؤامرات وخطط قصيرة وطويلة الأمد هدفها كيفية الحصول على ثروات الغير بدون أى عناء من خلال تأجيج الفتن الطائفية وإشعال الصراعات القبلية … في الختام لابد أن نواجه الخطط الهدامة بالتوعية والثقافة والمعرفة فدائمًا العدو يدرس نقاط القوة والضعف ليخترق ويهدم تاريخًا وتراثًا لخشيتهم من الوعى الثقافي لأمتنا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذهن حاد من الجنوب ذهن حاد من الجنوب



GMT 12:34 2019 الجمعة ,19 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يَموت حقٌّ لا مقاومَ وراءَه

GMT 17:37 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 13:49 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 14:02 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 09:13 2018 الجمعة ,16 آذار/ مارس

الفرار الى الله هو الحل

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya