عادل متقي
تعالت كثير من الأصوات،خاصة من داخل المعارضة،شاجبة لهول فاجعة فيضانات جنوب المملكة،التي عرت عن بنية تحتية هشة،وبئيسة،بل وذهبت إلى حد مطالبة الحكومة،بالاستقالة محملة إياها مسؤولية الفاجعة.
لاريب،أن الحكومة تتحمل قسطًا كبيرًا من المسؤولية،لاسيما وأنها لم تقف موقف الحزم في وجه سلطة متسلطة،لا تجيد الحوار وتكتفي بلعب دور المتفرج حتى في أحلك الأزمات.
لكن أن نطالب الحكومة بالاستقالة،فهذا منعرج جديد ويستحق عناء التأمل و التدبر،خاصًة وأن ربط المسؤولية بالمحاكمة أمر جميل،لكن يتطلب الأمر تعميمًا.
على سبيل المثال،الأستاذ الذي يرسب تلاميذه،مطالب بتقديم الاستقالة فورًا،ولا حق له بالتحجج بضعف مستوى التلاميذ،أو مسؤولية المستويات السابقة.
أما الطبيب الذي تتفاقم حالة مريضه،فهو مدعو إلى وضع وزرته في الحين،طالما أنه عجز عن تقديم وصفة ناجعة لتعافي مريضه.
سائق التاكسي،الذي يتسبب في حادثة سير بدوره،مطالب بترك رخصة قيادته، والإسراع بالبحث عن عمل.
والمواطن الذي يرمي القاذورات في الشارع،والذي لا يبادر إلى التبرع،ولو بشق تمرة إلى ضحايا الفاجعات مدعو إلى ترك جنسيته،ومغادرة البلاد دون تأخير.
تبادل الاتهامات،وافتعال الأزمات لاستقطاب الأصوات الانتخابية،خطة مهترئة أكل عليها الزمن ،وشرب وعاق بها كل المغاربة.
لنشمر على سواعدنا،ولنتكافل مواطنون ،ومسؤولون لبناء بلاد في حاجة إلى العمل أكثر من الشفوي.