أقول فقط إنها بداية فك النحس، لكون ما تابعته اليوم، أو في مباراة يوسفية برشيد الأخيرة، يجعلني متفائلا، بأن الآتي أحلى بحول الله بخصوص وداد الأمة...أحس بأن الفريق له من الإمكانيات ما يجعله يتحسن من مباراة لأخرى، حتى يصل إلى المستوى المنشود، خصوصا إذا ما تأكد قدوم فوزي البنزرتي، وتأكدت انطلاقته الجديدة مع الفريق الأحمر في الطريق نحو الأهداف المتبقية من هذا الموسم، وهي البطولة رقم 20 وعصبة الأبطال رقم 3، لرسم النجمتين الرابعة والخامسة...
مباراة اليوم كانت أمام خصم ليس هو يوسفية برشيد ولا مولودية وجدة، الصاهدين حديثا إلى قسم الأضواء، ولكن ضد فريق متمرس، وإن كان هو الآخر يعاني هذا الموسم من انطلاقة سيئة على مستوى النتائج، آلا وهو الفتح الرياضي الرباطي...
انتصار اليوم، وهو الثاني على التوالي لموسى انضاو، أسطورة الوداد كمهاجم، لم يمر مثله في المغرب على صعيد الدوري المحلي على مدار التاريخ، يمكن أن يكون انطلاقة حقيقية لوداد الأمة نحو الهدفين المذكورين، إن تم استثماره جيدا على مستوى الرفع من الثقة، والمعنويات للاعبين، وهنا يجب أن أتكلم على دور الإدارة في ضرورة توفير منح اللاعبين ورواتبهم في آنها،لمواصلة المشوار، فاللاعب، الا ماكانتش الحبة في المغرب، لا يمكنك ان تنتظر منه الشيء الكثير حاليا، وهذا مع الأسف، مقارنة مع سنين خلت...
من حسنات انتصار اليوم، انه تم بالطريقة والحصة، إذ أن وداد الأمة سجل ثلاثة أهداف ولم تتلق شباكه أي هدف، لتكون بالتالي أكبر نتيجة يدركها الوداد الرياضي في بطولة هذا الموسم...
من النقط الحسنة أيضا، توضيف وليد الكرتي، المعروف بنزعته الهجومية كمتوسط ميدان، إلى جانب بابا توندي ميشيل، الذي شغل في مباراتي برشيد والفتح، مركز صانع الألعاب، وهو الدور الذي يتقنه جيدا، ويلائمه أكثر...
لكن مع ذلك، لم أتابع الكرتي، متقدما بشكل كبير هذا اليوم، إذ أنه لوحظ في العديد من الأوقات إلى جانب النقاش في وسط الميدان، كما أن تمريرات الكرتي، عند تلقيه للكرة، نحو المهاجمين، لم تكن دقيقة مائة بالمائة، على الرغم من سحر تمريرة الهدف الأول لبديع أووك، والذي راوغ هو الىخر بطريقة فنية، ليمرر صوب محمد الناهيري...
تميريرات الكرتي، ولا حتى اداء عبد اللطيف نوصير، والذي تراجع مثيرا في الآونة الأخيرة، مرده في نظري، إلى مخلفات روني جيرارد، والأزمة التي تسببت في قلة تداريب عناصر الفريق في الأسبوعين الأخيرين، أو عدم خوضها على النحو المراد...
الأمر نفسه ينطبق على الناهيري أيضا، الذي لا زلت أقول بان مستواه تراجع بشكل مهول هذا الموسم...
لا أخفيكم، أنني تخوفت على دفاعات الوداد الرياضي، مباشرة بعد إصابة أشرف داري، وخروجه، حيث ترك مكانه للناهيري، وآنذاك، تابعنا أولى محاولات الفتح الرباطي الذي كان غائبا طيلة النصف ساعة الأولى إن لم نقل أكثر من ذلك...
الناهيري أيضا سدد كرة الهدف الأول، حيث كان لا يفصله عن محمد أمسيف، حارس الفتح الرياضي أي حاجز، لكن الأخير تصدى للكرة لتعود، إلى فنان الوداد في المباراتين الأخيرتين، وبامتياز، بابا توندي، الذي راوغ بسحر، وأسكن الكرة في الجهة اليسرى العميقة من مرمى الفتحيين، معلنا بالمناسبة عن هدفه الأول منذ التحاقه بالوداد هذا الموسم، وهي نقطة حسنة جدا أيضا، ناهيك عن مردود اللاعب النيجيري عموما في المباراتين، وكنت تطرقت إلى ذلك بعد مباراة الأربعاء الماضي، حيث قلت راقني أداؤه كصانع ألعاب...
سميتها مباراة فك النحس أيضا، لأن جيبور ويليام، تمكن من تسجيل أول هدف له على صعيد بطولة هذا الموسم...نتمنى أن يتنفس به الصعداء، رغم أنني أقول إنه لم يقدم كعادته الأداء المطلوب...لكن سنشجعه آملين أن يتحسن مستواه، ما دام سجل اليوم على الأقل...
أوناجم، هو الآخر، انتظرت 91 دقيقة لأقول عنه شيئا، لأن لمسته والتي أعطت الهدف الثالث كانت ساحرة فعلا...نتمنى ان يستعيد هو الأخر مستواه كاملا...
أما بديع أووك، فلم يخرج من المباراة، دون أن يضع بصمته بتمريرة الهدف الثالث الحاسمة، وهو أمر جيد، هذا دون أن نغفل أنه كان وراء الكرة التي تلقاها الناهيري أيضا، والتي أتى منها هدف بابا توندي بعد ذلك...
مباراة اليوم، هي أيضا مباراة الوداد الإفريقي، بوجود أربعة لاعبين أفارقة برقعة الميدان في صفوف الفريق الأحمر لأول مرة هذا الموسم، وبمدرب إفريقي أيضا...