تطوان - المغرب اليوم
يحتضن مركز الفن الحديث بمدينة تطوان، حاليا، بتعاون مع المعهد الوطني للفنون الجميلة ومعهد سرفانتس، معرضا يوثق لأبرز الجوانب التاريخية للخط السككي لتطوان ومحطته.
ويضم هذا المعرض الدائم، الذي يأتي تتويجا للاحتفال بمرور مائة سنة على تدشين محطة القطار بتطوان منذ انطلاقتها (سنة 1918) وإلى غاية توقفها (سنة 1958)، نصوصا تاريخية وصورا توثيقية تفتح مسارات أخرى لمختلف الأجيال على الذاكرة التطوانية؛ نظرا لما شكلته هذه المحطة من أدوار اجتماعية واقتصادية وعسكرية أيضا في جانب نقل العتاد العسكري من ميناء سبتة السليبة إلى تطوان.
ويشتمل المجال التوثيقي بالمعرض على توزيع مسار الخط الحديدي إلى 8 محطات، انطلاقا من تطوان مرورا بالملاليين والمضيق والنيغرو ودار الريفيين والفنيدق وميرامار، وصولا إلى ميناء سبتة بمسافة تقدر بـ 41 كلم وبقياس عرض للسكة وصل إلى 1000 مم.
وكانت السلطات الإسبانية الاستعمارية قد اقتنت في سنة 1916 من شركة "الكو" الأمريكية عددا من القاطرات تسير بسرعة 60 كلم في الساعة، ثم في سنة 1925 تم اقتناء قاطرتين بخاريتين من صنع شركة "هينشيل" الألمانية، فضلا عن اقتناء قاطرتين كهربائيتين من شركة "مان" الألمانية سنة 1954.
وتحولت البناية التي كانت تشغل محطة القطار بتطوان، حاليا، إلى مركز للفن الحديث، إذ تقدّم مجموعة من الأعمال التي تمثل التجربة الفنية التي احتضنتها مدينة تطوان داخل تاريخ الفنون التشكيلية المغربية، وفضاءً مفتوحا على التوجهات الجديدة في مجال الفنون التعبيرية والبصرية المعاصرة على الصعيدين الوطني والدولي.
جدير بالذكر أن صور المعرض، الذي أشرفت على إعداده وتوضيبه لجنة مكونة من الأساتذة المهدي الزواق وبوزيد بوعبيد وبلال الشريف وعادل الربيع، تعود إلى أرشيف المكتبة العامة والمحفوظات بتطوان ومتحف القطار بمدريد.