الرباط_ المغرب اليوم
وضعت جمعية الاقتصاد الأخضر من أجل البيئة والعدالة المناخية في إقليم وزان مشروعا يضع رهانات التربية والتوعية في صميم المهمة المنوطة بها؛ وذلك من خلال إشراك الشابات والشباب للتطوع والدفاع عن البيئة والأنظمة البيئية.
حمزة الودغيري، رئيس الجمعية الناشطة بإقليم وزان، قال إن المشروع يهدف إلى خلق مهن تضامنية خضراء للطبقات الهشة؛ من قبيل الصناعة التقليدية للأكياس الإيكولوجية الصديقة للبيئة، بالاعتماد على مواد أولية إيكولوجية كالدوم والقصب والحلفة..
وأضاف الودغيري أن القفة أو سلة “الدوم” تعدّ واحدة من أقدم المنتجات التقليدية المتوارثة عبر الأجيال، بمختلف مناطق البلاد، باعتبارها أهم الأعمال التي توفر مناصب شغل مهمة. كما تعكس البعد الثقافي والفني الذي يزخر به المغرب بصفة عامة، وإقليم وزان بصفة خاصة.
ويتناول مشروع الجمعية، الذي اختير له اسم “بديل إيكولوجي للأكياس البلاستيكية”، إشكالية ذات طابع أفقي يستجيب لأحد الاهتمامات الكبرى المطروحة على المستويين الوطني والعالمي بهدف حماية البيئة والحفاظ على جماليتها وتشجيع المواطنين على استعمال أكياس الثوب أو الدوم واللفيفات الإيكولوجية بالأسواق والدكاكين كبدائل لأكياس البلاستيك بالإقليم الجبلي. كما يأتي هذا المشروع انسجاما مع مقتضيات قانون رقم 15-77، الذي يقضي بمنع تسويق واستعمال الأكياس البلاستيكية؛ بالنظر إلى ما لهذه الأخيرة من مخاطر وآثار سلبية على صحة الإنسان.
وشدد الناشط الجمعوي على أن المشروع يهدف إلى التذكير بالتقاليد العريقة للمغاربة المتمثلة في القفة المصنوعة من مادة “الدوم” النباتية، وتشجيع حرفة الدوم وتوفير مناصب شغل وحماية البيئة والحفاظ على جماليتها وتشجيع المواطنين على استعمال قفة الدوم بالأسواق والدكاكين كبدائل للأكياس البلاستيك، وتشجيع المواطنين في الوقت نفسه على تبني هذا التوجه ونشره في أوساط المجتمع.
وزاد الودغيري أن جمعية الاقتصاد الأخضر من أجل البيئة والعدالة المناخية بوزان سبق أن بادرت، قبل صدور القانون 15-77 القاضي بمنع الأكياس البلاستيكية، إلى تنظيم عملية توزيع القفة البيئية لمحاربة الأكياس البلاستيكية بوزان خلال سنة 2014، إلى جانب تنظيم حملات للتحسيس والتوعية حول الأكياس البلاستيكية وأضرارها وكيفية التخلص منها؛ وهو الموعد الذي جاء في إطار مشروع “دعم اللامركزية وتحسين الحكامة البيئية بالوسط القروي لجهة طنجة تطوان تحت شعار “المشاركة المواطنة والتربية والتوعية من أجل استهلاك مسؤول ومعقلن”.
ودعا المتحدث ذاته سكان وزان إلى المشاركة في هذه الحملة لتعود القفة إلى سابق عهدها، كما وجّه نداء إلى الجهات المختصة قصد دعم هذه الحرف التقليدية باعتبارها مورد عيش لفئات تعيش الهشاشة الاجتماعية مبديا في الوقت نفسه تخوفا من الاستغلال غير المعقلن للمادة الأولية “وتسويقها خاصة وتأثرها بعوامل المناخ”.