باريس - المغرب اليوم
يعد جون بول بيلموندو، بحصيلة بلغت نحو ثمانين عملًا سينمائيًا، واحدًا من أكثر ممثلي السينما الفرنسية شهرة. كما يعتبر أحد أيقونات سينما "الموجة الجديدة". في عيد ميلاده الخامس والثمانين نستذكر أهم محطات مسيرته الحافلة؟
ففي مثل هذا اليوم "التاسع من نيسان/أبريل" قبل خمس وثمانين عامًا، أبصر الممثل الفرنسي جون بول بيلموندو النور في أحد ضواحي باريس لعائلة فنية. ولع بالرياضة منذ نعومة أظفاره، إلا أن كرة القدم والملاكمة على وجه الخصوص سلبتاه لبه. غير أنه سرعان ما ترك الملاكمة بعد احترافها لفترة قصيرة وتحقيقه نجاحات ملموسة.
درس بيلموندو في "المعهد الوطني العالي لفن الدراما" في باريس في بداية عشرينياته. بعدها أخذ يجسد أدوارًا مسرحية على خشبة المسرح. وبين عامين 1957 و1959 جسد أدوارًا صغيرة ومساعدة في عدة أفلام، وكان الاختراق الفني الكبير له على الشاشة الكبيرة مع فيلم "منقطع الأنفاس" في عام 1960 ليتحول من خلاله إلى أحد رموز سينما "الموجة الجديدة"، التي ازدهرت في فرنسا من نهاية خمسينات القرن العشرين إلى نهاية الستينات من ذات القرن.
وبعد ذلك النجاح المبهر سطع نجم بيلموندو أكثر فأكثر في الستينات وبلغت حصيلته في تلك الفترة أكثر من ثلاثين فيلمًا، كان أبرزها و"امرأتان" مع النجمة الإيطالية صوفيا لورين عام 1960 و"إيفا والقسيس" عام 1961 وليعود للعمل مع المخرج جون لوك غودار في "المرأة تظل امرأة" عام 1961 والفيلم السريالي "الساعة الحادية عشر ليلًا" عام 1965.
وبرع بيلموندو في تجسيد وتقمص مختلف الشخصيات كالأخيار والأشرار ومن مختلف المنابت والمشارب الاجتماعية والطبقية، وبعد تجريب حظه لفترة قصيرة في هوليود عاد النجم الفرنسي أدراجه إلى ملاعبه الأولى: السينما الفرنسية ليقدم فيها عشرات الأفلام التي يمكن تصنيف الكثير منها ضمن أفلام الأكشن. كما اتجه أيضًا لإنتاج أفلامه بنفسه، وحصل على جائزة الأسد الذهبي بدورة مهرجان البندقية السينمائي عام 2016 عن مجمل أعماله الفنية، التي بلغ عددها نحو 80 عملًا سينمائيًا. كما حصل في مهرجان كان سينمائي عام 2011 على سعفة ذهبية عن مجمل مسيرته السينمائية.
ومنذ نهاية الثمانينات عاد بيلموندو إلى المسرح وقدم عدة عروض متميزة. وفي عام 2001 تعرض لوعكة صحية حجبته عن الظهور في الشاشة الكبيرة وعلى خشبة المسرح حتى عام 2009. وقبل أعوام أخرج بول بليموندو، نجل جان بول بيلموندو، فيلم عن قصة حياة والده.