الرباط - علي عبد اللطيف
يعيش مجلس مدينة الرباط على إيقاع ساخن جرَّاء المصادقة على قرار تفويت مساحة سوق الغزل الواقعة على الطريق الساحلي للرباط بثمن رمزي قيمته 300 درهم للمتر المربع، لمصلحة منعش عقاري له نفوذ داخل الأوساط السياسية والاقتصادية.
وأكدت مصادر من المجلس، أنَّ قيمة المتر المربع لهذه المساحة الأرضية لا تقل عن 25 ألف درهم، في الوقت الذي بيعت فيه المتر الواحد بـ300 درهم فقط.
وأثار تفويت هذه المساحة الجغرافية الكثير من الاستياء، ولا يزال يثير صراعًا داخل الغالبية المسيرة لمدينة الرباط، إلى درجة أنَّ الموضوع أثار انقسامًا في المواقف والآراء في صفوف الحزب الحاكم في المغرب، بالنظر إلى أنَّ هناك فئة رفضت تفويت هذه الأرض التي تقدر مساحتها بهكتارين، بهذا الثمن البخس وفئة أخرى كانت مساهمة في هذا التفويت.
الأمر الذي ضيَّع على مجلس مدينة الرباط حوالي 80 مليار سنتيم، في ظل الأزمة والعجز المالي الذي تعاني منه بلدية العاصمة الرباط، وهي قيمة مالية كبيرة جدًا مقارنة مع القيمة التي تم بها تفويت هذه الأرض والتي تتمثل في 300 درهم للمتر الواحد، أي ما يعادل 600 مليون سنتيم فقط.
وأحدث هذا الموضوع ارتباكًا داخل الغالبية لدرجة رفض المستشارين من الأغلبية الإبداء بأي موقف صريح في الموضوع؛ لأن الموضوع يثير الكثير من الشبهات، ما دفع إلى اعتراض مستشارين فقط من الحزب الحاكم على القرار فيما وافق الآخرون في الحزب الحاكم على القرار، مما أثار الكثير من الاستفهامات والشبهات.