الجزائر ـ سميرة عوام
تحوَّلت تربية الأسماك داخل الأحواض إلى مهنة مفتوحة على الاستثمار بمختلف أنواعها في الجزائر، حيث يستغلّها الشباب العاطل وحاملو الشهادات الجامعية من أجل الاسترزاق منها.وقد قامت "المغرب اليوم" بجولة في سوق العصافير، حيث وجدنا بعض العاطلين منهمكين في ترتيب الأحواض وتنظيفها من أجل تصفيف الأسماك ذات الألوان الجميلة المتمازجة ومكتملة الشكل وعرضها على الزبائن، وكان الإقبال عليها كبيرًا، خاصة من الفنانين والعائلات ميسورة الحال والتي تفكر كثيرًا في اقتناء أحواض الأسماك في منازلها؛ لبناء جسر تواصل وألفة بين السمكة والعائلة.
وحسب بعض الشباب فإن مهنة تربية الأسماك تم استيرادها من تونس الشقيقة، حيث أخذوا الحرفة وطريقة تربية السمك وكيفية العناية بها من الأشقاء التوانسة، وحسب المتخصصين في هذه المهنة فإن تجسيد الفكرة في بداية الأمر كان صعبًا، لكن الرغبة في العمل كانت قوية في تحويل بعض الفضاءات الصغيرة إلى أماكن مفتوحة لتربية الأسماك في أحواض زجاجية، ورغم صعوبة التضاريس وقساوة الطبيعة، إلا أن ذلك لم يقف كحاجز أمام هؤلاء الشباب والذين بدأت حكايتهم عند حافة النهر، حيث كانوا يصطادون الأسماك من مختلف الأنواع والأشكال.
وقد أكد لنا أحد المتخصصين في هذه المهنة والذي استحدث زاوية خاصة لتربية السمك في الأحواض الزجاجية، أنهم يقضون جلّ وقتهم مع الأسماك لدرجة أنهم أصبحوا يفهمون لغتها جيدًا ويعرفون احتياجاتها للماء والأكل.
كما وجدنا خلال زيارتنا لأحواض تربية الأسماك إقبالًا واسعًا من طرف العائلات الجزائرية الباحثة عن تربية السمك في الأحواض حيث يتقن أصحاب هذه الأحواض تعريف الزبائن بالأنواع المتواجدة بحوزتهم من سمك أبيض وسمك القرش الأليف، وكذلك أسماك جابونار، ويصل سعر الحوض الواحد للسمكة من 8 آلاف إلى 20 ألف دينار جزائريّ، وذلك حسب حجم ونوع الأسماك المتواجدة.
وعن الارتفاع الكبير في سعر السمك الذي يعيش في الأحواض يذكر أحد المتخصصين في هذه المهنة أن مستلزماته والأدوات التي تستعمل في تربيته باهظة، حتى أن مثل هذه الأسماك تعيش في المياه المعدنية، إلى جانب ارتفاع الطعام الذي يقدم لها وهو عبارة عن سمك مطحون، يصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 6آلاف دينار جزائري، إلى جانب قضاء ساعات طويلة في تربيته وضمان معيشته من خلال توفير الضوء وتهوية الأحواض الزجاجية لإعادة وضع الأسماك من أجل الاستمرارية والتعايش مع البيئة الجديدة لها.
ويذكر صاحب محل لتربية الأسماك أنه يسترزق من مهنة تربية الأسماك وأنها تدرّ عليه أرباحًا كبيرة ، منذ 16سنة، ويشير إلى أن بعض مربي الأسماك يفكرون في أن يدربوا بعض الشباب العاطل على تربية الأسماك، لأن مثل هذه المهن قليلة في الجزائر.