مراكش - ثورية ايشرم
أصبحت ظاهرة الشقق المفروشة من الأمور التي ترهق كاهل المجتمع المراكشي لاسيما بعد أن انتشرت بشكل هائل ومخيف على صعيد المدينة الحمراء التي كانت في السنوات الماضية مدينة الفقير والمواطن البسيط، لتتحول فجأة إلى وكر للدعارة من الحجم الكبير .
وساهم في انتشار هذه الظاهرة الخطيرة شركات عقارية وهمية أدت إلى تطبيق فكرة الشقق المفروشة واستئجارها للسياح الوافدين على مراكش، خاصة الراغبين في المتعة مقابل مبالغ مالية، سواء كانت بسيطة أو باهظة بأثمنة تصل إلى حدود 300 درهم في الساعة و 1800 درهم في الليلة الواحدة، وهي أسعار شقق مفروشة مخصصة للدعارة وممارسة الرذيلة، تسييرها شركات عقارية وهمية، تُسيير أمورها غالبا نساء، يستقطبن الفتيات من مراكش وضواحيها، من أجل ممارسة الدعارة وإمتاع السياح الأجانب من مختلف الجنسيات .
وانتشرت ظاهرة الشقق المفروشة التي باتت تشكل خطورة على المدينة وسكانها في مختلف الأماكن الراقية في مراكش، لاسيما قرب المصحة الدولية التي تقع في منطقة سياحية مميزة، لها من الخصائص الرائعة ما لا حصر له، وتقع هذه الشقق في أماكن قريبة من اقامات وفيلات خاصة لعدد من النجوم العالميين والمشاهير من مختلف المجالات ،كالسياسة والاقتصاد والفن والرياضة وغيرها، ما يؤدي إلى تدمير الصورة الايجابية والجميلة لهذه المدينة الرائعة التي أصبحت قِبلة سياحية ناجحة على المستوى العالمي .
وتعد الشقق المفروشة التي تنتشر في المنطقة السياحية المميزة في مراكش، رغم أنها مخفية إلا أنها تؤدي إلى خلق نوع من البلبلة والمشاكل الغير لائقة، في منطقة هادئة وسياحية بامتياز، كالضجيج والموسيقى العالية والصاخبة، فضلًا عن الأصوات والضحكات والقهقهات العالية ومظاهر العري والسكر الطافح والعلني والكلام النابي وغير الأخلاقي وسلوكيات تستفز المواطنين ومظاهر تخلق نوعًا من الاشمئزاز والتوتر في صفوف السكان الذين اختاروا المنطقة لأمنها وجمالها الطبيعي وهدوئها الذي يميزها عن باقي المناطق.
وتغيرت الصورة السياحية الآمنة والجميلة، لتتحول من بيئة نظيفة وراقية تجتمع فيها كل المظاهر الراقية والمحترمة والرائعة، إلى أوكار للدعارة يقصدها السائح الباحث عن اللذة والمتعة، ذلك الشخص الذي لم يختار مراكش من أجل جمالها ورقيها وخصائصها السياحية والطبيعية وتاريخها الذي يبعث على الفخر والاعتزاز، إنما اختارها فقط من أجل الاستمتاع بجسد مراهقة لم يتجاوز عمرها (18 عامًا) ، تبحث بدورها على مصدر مالي مهم غير مهتمة بالشخص ولا المكان ولا الزمان، تحت سيطرة وسيطة تجلبها مقابل عمولة خاصة، إلى شقة مفروشة يحصد أصحابها الملايين من الدراهم في الخفاء .