الرباط-المغرب اليوم
رغم أن العشرات منهم يحاولون كل يوم معانقة الحلم الأوربي عبر المغامرة بحياتهم، أملا في حياة أفضل، إلا أن العديد من المهاجرين القادمين من دول أفريقيا جنوب الصحراء أصبحت لديهم قناعة بأن الاستقرار في المغرب ممكن، حيث انخرط العشرات منهم في مدينة وجدة في برنامج للتكوين، يهدف إلى تمكينهم من فرص للشغل وخلق مشاريع مدرة للدخل لتحقيق الاندماج الكامل.
وفي هذا السياق استقبلت جمعية "الوفاء" للتنمية الاجتماعية في مدينة وجدة حوالي 50 مهاجرًا يشكلون الدفعة الأولى لبرنامجٍ يتوخى تلقين المهاجرين المنحدرين من مختلف دول جنوب الصحراء، عددًا من المهن كالخياطة والحلاقة والطبخ وإعداد الحلويات، إلى جانب تعليمهم الدارجة المغربية ليتمكنوا من التواصل بسلاسة مع المحيط.
وكشفت رئيس الجمعية صبيحة بصراوي أن بداية فكرة الإدماج كانت مع توافد عدد من المهاجرين على الجمعية للاستفادة من خدماتها، قبل أن يتطور الأمر إلى تلقين المهاجرين مجموعة من المهن وتلقينهم كيفية إعداد المشاريع المدرة للدخل وطريقة تدبيرها، مضيفة، "الآن لدينا حوالي 50 مستفيدًا من برنامج التكوين، إضافة إلى العشرات من المهاجرين الآخرين الذين يتلقون خدمات مختلفة تعينهم على الحياة اليومية".
وأكدت بصراوي أن جل الذين يقصدون الجمعية بغرض التكوين، يبدون رغبتهم في الاستقرار في المغرب، وتعلم مهنة تمكنهم من ضمان مدخول يمكنهم من الاستمرار، قبل أن تشير إلى أن البرنامج سيتطور في الأيام المقبلة بعد عقد شراكة مع شركاء آخرين، للرفع من عدد المستفيدين، مؤكدة أن المتخرجين وبالتنسيق مع الشركاء الرسميين وغير الرسميين سيتم مواكبة عملية بحثهم على عمل، إلى جانب مساعدتهم في مراحل الإعداد لمشاريعهم المدرة للدخل.
وسبق برنامج الإدماج هذا مبادرة رسمية لوزارة "التربية الوطنية"، تسعى إلى إدماج أبناء المهاجرين في الحياة المدرسية وتوفير فرصة للدراسة لهم، غير أن البرنامج واجه عدة مشاكل، أهمها وفق مصادر مطلعة عدم قدرة المصالح المعنية على إقناع آباء المهاجرين للتسجيل، إلى جانب عدم علم العديد منهم بهذه المبادرة وعدم الاستقرار بالنسبة لآخرين إلى جانب حاجز اللغة.