جنيف ـ أ.ف.ب
تبرز خلافات عميقة بين الدول الـ162 الاعضاء في منظمة التجارة العالمية قبل مؤتمرها الوزاري الذي ينعقد من 15 الى 18 كانون الاول/ديسمبر في نيروبي، وهو الاول الذي تستضيفه افريقيا.
فبعد عامين من مؤتمر بالي حيث نجح الوزراء في اللحظة الاخيرة في ابرام اتفاق جمركي يفترض ان يعزز التجارة العالمية، يلتقي الوزراء مجددا لبحث ملف دورة الدوحة المعلق منذ 14 عاما.
وترمي دورة الدوحة الى تحرير التجارة العالمية على اساس متعدد الطرف، وتشمل مكاسب خاصة للدول النامية، لكن المفاوضات بشأنها تتعثر منذ سنوات.
وعلى هذه الخلفية قررت الدول التفاوض على اتفاقات اقليمية خارج المنظمة التي تتخذ مقرا في جنيف، في منافسة مباشرة لها.
وتطرح المنظمة مواضيع معقدة على مستوى تنظيم التجارة العالمية، على غرار الدعم والمساعدات والحواجز الجمركية والمخزونات الغذائية. وتهدف هذه النقاشات الى تبسيط هذه القواعد واضفاء اكبر قدر من الشفافية عليها لئلا تشكل عوائق امام تطوير العلاقات التجارية بين الدول.
لكن نظرا الى عدم صدور اي نتيجة ملموسة بخصوص الدوحة، يعتبر البعض مؤتمر نيروبي فرصة اخيرة لذلك.
والاربعاء، صرحت المفوضة الاوروبية للتجارة العالمية سيسيليا مالمستروم امام البرلمان الاوروبي ان مؤتمر نيروبي "حيوي بالنسبة الى مستقبل منظمة التجارة العالمية".
واضافت المفوضة "تدهورت الاحداث في جنيف في الايام الاخيرة بشكل درامي، ما يؤكد اننا سنشهد مؤتمرا وزاريا شديد الصعوبة في نيروبي".
- امل ضئيل باحراز النتيجة المرجوة -
وجميع الاجتماعات التحضيرية التي عقدت في جنيف في الاسابيع والاشهر الفائتة لم تؤد الى اي تقدم، ما يعزز الامال باحراز نتائج ايجابية في نيروبي، على ما افاد مصدر مقرب من منظمة التجارية العالمية.
والاربعاء اعلن وزير الدولة الفرنسي للتجارة الخارجية ماتياس فيكل في جلسة استماع في الجمعية الوطنية في باريس انه يتوقع "مفاوضات صعبة" في نيروبي.
وقال "الامل لدي ضعيف" في ان يؤدي مؤتمر نيروبي الى "ابرام اتفاق واسع النطاق - حتى انني لن استخدم كلمة +شامل+ - وطموح".
وفي نيروبي، على ما صرح مصدر مطلع "سنبحث في جدول اعمال دورة الدوحة ومستقبلها وبرنامج العمل في العام المقبل ودعم صادرات القطاع الزراعي الذي يجب ان يلغى، والاجراءات التي يجب اتخاذها لصالح الدول الاقل تقدما".
وفي ما يتعلق بجدول اعمال دورة الدوحة الذي غالبا ما يطرح في المنظمة منذ 14 عاما، ينقسم الاعضاء بين من يريد التفاوض باي ثمن، ولو كان الثمن احراز تقدم محدود من جهة، ومن يريد طرح مواضيع جديدة من جهة اخرى. وعلى صعيد اخر يريد البعض مراجعة لائحة الدول النامية التي تتلقى معاملة خاصة بشكل يفرض مزيدا من القيود.
وبالنسبة الى ملف "المنافسة في التصدير" المدرج كذلك على جدول اعمال مؤتمر نيروبي يمكن ابرام اتفاق بحسب مصدر دبلوماسي اكد وجود اقتراح مطروح صاغه الاتحاد الاوروبي والبرازيل وحصل على دعم الاوروغواي والباراغواي والبيرو والارجنتين ونيوزيلندا، مشيرا الى انه "سيتوجب التوصل الى تسوية مع الاميركيين بشأن هذا الملف".
ويطرح هذا الملف خصوصا الدعم والقروض للتصدير والمساعدات الغذائية.
واخيرا يتحتم على الوزراء بحث سلسلة اجراءات محددة خصت بها الدول الاكثر فقرا التي عرفت بعبارة "الدول الاقل تقدما".
وصرح مصدر مقرب من الملف ان "التفاصيل الملموسة ستناقش في نيروبي". وتوفر الولايات المتحدة معاملة خاصة للدول الافريقية الاقل تقدما لكنها تتردد في توفيرها كذلك لدول اسيوية يشملها هذا التصنيف.
كما سيشمل المؤتمر الوزاري توقيع دولتين عضوين جديدين رسميا لوثيقة الانضمام هما ليبيريا وافغانستان. وسينظم حفل على شرفهما بحضور الرئيسة الليبيرية ايلن جونسون سيرليف ورئيس الحكومة الافغاني عبد الله عبد الله.