الرباط – المغرب اليوم
أطلقت فاطمة مروان، وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني في الرباط، النسخة الثانية للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، المنظم من 17 إلى 23 كانون الأول / ديسمبر الجاري، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس.
شكل المعرض الوطني للصناعة التقليدية، الذي افتتحته فاطمة مروان إلى جانب عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، وعدد من أعضاء الحكومة، وشخصيات أخرى، الانطلاقة الفعلية للدورة الثانية لهذا الأسبوع.
وتميز افتتاح المعرض، الذي يشارك فيه حوالي 93 عارضا يمثلون تعاونيات، وصناع فرادى، ومقاولات من جميع جهات المغرب، بتوقيع مروان وأمين بنجلون التويمي، المدير العام لمجموعة بريد المغرب، على ألبوم طابع بريدي تذكاري خاص بهذه الدورة.
وطالب بنكيران بالحفاظ على الصناعة التقليدية، مشددا على ضرورة الحرص على تشجيع التقنيات العصرية، التي تساهم في تحسين هذه الصناعة، مضيفا أن الحكومة تعمل على تشجيع الصناعة التقليدية، حتى تأخذ المنحى الذي تستحقه.
كما أبرزت مروان أن التظاهرة، التي تنظمها الوزارة بشراكة مع مؤسسة دار الصانع، مناسبة سنوية "تتوج عمل السلطات العمومية والمهنيين لتطوير قطاع الصناعة التقليدية، تجسيدا لمضامين استراتيجية تنمية قطاع الصناعة التقليدية في إطار رؤية 2015".
وأوضحت أن التظاهرة تندرج في إطار مواكبة الإجراءات المواكبة لتنفيذ رؤية 2015، لتثمين الصناعة التقليدية والمهارات المتوارثة بالقطاع، وإبراز جهود الدولة للنهوض به، وكذا التعريف بالطابع الأصيل للقطاع، ودعم تسويق منتجاته اليدوية، فضلا عن تحسين ظروف عمل الصناع التقليديين بهدف الرفع من مداخيلهم، مشيرة إلى أن التظاهرة تعد مناسبة لتعريف الحرفيين بمستجدات القطاع، وإبراز إبداعاتهم والتواصل وتبادل الآراء والخبرات والتجارب مع الفاعلين، وتسويق منتجات الحرفيين.
وبعد أن ذكرت بأهداف هذه الاستراتيجية، الرامية إلى الرفع من القدرة الإنتاجية وتحسين جودة المنتوج وتنويعه، أشارت مروان إلى أن الوزارة فتحت أوراشا همت مجمل الفاعلين بالقطاع، سواء المقاولات الصغرى والمتوسطة أو الصناع الفرادى، من خلال التركيز على تقديم الدعم التقني والفني، وتوفير الخبرات والمواكبة والتأطير وتشجيع البحث العلمي وتطوير منظومة التكوين المهني والتكوين المستمر للصناع.
وأكدت أن مستقبل الصناعة التقليدية رهين بمدى انفتاحها وتجاوبها مع محيطها الاقتصادي والعلمي والثقافي، ويجب أن تنهل من هذا المحيط، مع الحفاظ على مكوناتها الهوياتية، مشيرة إلى التركيز على دعم جانب التجديد والابتكار، وتحسين أدوات وتقنيات الإنتاج وظروف العمل، وجودة المنتوجات، وتأهيل العنصر البشري باعتباره ليس فقط محركا أساسيا للتطور وإنما غاية له.
وأضافت مروان أن هذه التظاهرة تعد مناسبة أيضا لتسويق منتجات الصناعة التقليدية للرفع من رقم معاملات القطاع، مشيرة بهذا الخصوص إلى أنه "تم في إطار الأهداف المحددة لرؤية 2015 لتنمية الصناعة التقليدية تحقيق رقم معاملات بلغ 21.8 مليار درهم عند متم سنة 2014 دون تحديد نتائج سنة 2015 التي يتوقع عند نهايتها بلوغ مبلغ 24 مليار درهم المحدد في إطار رؤية 2015".
وتحدثت عن إنجاز 800 مقاولة صغيرة ومتوسطة عند متم 2014، وهو رقم فاق توقعات رؤية 2015 التي كانت تروم إحداث 300 مقاولة فقط نهاية السنة الجارية، موضحة أنه، بخصوص تعزيز البنيات التحتية الخاصة بالإنتاج والتسويق، هناك حوالي 100 مشروع في المجال، منها ما هو منجز وما هو في طور الإنجاز، وتهم بالخصوص مركبات مندمجة ومركبات للصناعة التقليدية من قبيل دور الصانعة خاصة في المجال القروي.
وبالإضافة إلى المعرض الوطني، الذي ينظم بالرباط على مساحة 5 آلاف م2، إلى غاية 23 من الشهر الجاري، يشمل برنامج الدورة الثانية تنظيم 12 معرضا جهويا في مختلف جهات المملكة، وتنظيم الملتقى الخامس حول المحافظة على حرف الصناعة التقليدية، ولقاءات حول موضوع "مقاربة الجودة بقطاع الصناعة التقليدية"، وكذا أيام الأبواب المفتوحة بمؤسسات التكوين المهني.
وسينظم يوم تحسيسي حول الصحة والسلامة المهنية على المستوى الوطني والجهوي، ودورات تكوينية في مجال التربية المالية لفائدة الصناع التقليديين، وتدشين دور للصانعة ومراكز للدعم التقني، وبنيات تحتية للإنتاج والتسويق.
كما تعرف هذه الدورة تنظيم حفل لتكريم خريجي التكوين المهني الأساسي والحرفيين المستفيدين من برنامج التكوين المستمر، وتسليم شهادات لوحدات الإنتاج الحاصلة على الشارة، فضلا عن تنظيم حفل يتخلله عرض للأزياء التقليدية، تمثل الغنى والتنوع الجهوي للمملكة.