وجدة - المغرب اليوم
أعلنت شركة "سوند إنيرجي" الخميس، عن توقيعها لمذكرة تفاهم لشراء آليات متطورة مع الشركة الفرنسية المتخصصة "أنتروبوز درايلينج" بهدف استعمالها في حفر بئرين جديدين ضمن ترخيصها لاستغلال الغاز الطبيعي في منطقة تندرارة شرق المغرب. حيث ويتعلق الأمر على الخصوص بآلة حفر من نوع HH300 الموجهة للاستعمال لحفر عدة آبار بشكل متواز في نفس الموقع، والتي تعتبر من بين الجيل الأخير في مجال تجهيزات حفر آبار النفط والغاز.
وأشارت الشركة إلى أن أشغال حفر البئرين ستبدأ خلال شهر شباط/فبراير المقبل. حيث يغطي ترخيص تندرارة ثماني قطع على مساحة إجمالية تصل إلى 14 ألف و500 كيلومتر مربع. حيث يأتي هذا الإعلان بعد إعلان سابق للشركة البريطانية أواسط الشهر الماضي والذي أعلنت فيه اكتشافات غاز تقدر بنحو 25 مليار متر مكعب في رخصة تندرارة قرب فكيك.
وختمت الشركة السنة المنتهية بالإعلان في اليوم الأخير من العام عن دخول المجموعة الأميركية "شلامبرغر" كشريك استراتيجي في المشروع. وللإشارة فإن "سوند إنرجي" تتولى أيضا ترخيص التنقيب عن الغاز واستغلاله في حوض الصويرة، والتي أعلنت فيها أيضا عن اكتشافات تقدر بنحو 8.3 مليار متر مكعب في حقل قلوشة للغاز.
وأثارت الإعلانات المتتالية للشركة غيظ الجارة الشرقية، التي ارتفعت أصوات صحافتها بالتهديد والوعيد للشركات النفطية الدولية التي تساهم في هذه المشاريع.
وكتبت صحيفة" لوكوريي دالجيري" أن أي اكتشاف للبترول في هذه المنطقة الحدودية يجب أن يكون استغلاله من طرف البلدين معا، مشيرة إلى أن المنطقة التي يوجد عليها الترخيص توجد في الجهة المقابلة للحدود مع ولاية النعامة الجزائرية (مع العلم أن هذه الولاية لا توجد فيها أي حقول للغاز أو البترول، بل إن تموين هذه الولاية بالغاز يتم عبر أنابيب من حقول بعيدة). حيث يُشار إلى أنه هذه ليست المرة الأولى التي تمتد فيها أطماع بعض الأطراف في الجزائر إلى ثروات الجيران خلف حدودها، كما أن الأمر لا يتعلق بالمغرب وحده، فعلى مدى 10 أعوام ماضية لم يهنأ لهؤلاء بال بسبب حقول وفاء في غرب ليبيا، ولم يدخروا وسعا في منازعة استغلال هذه الحقول التي توجد داخل التراب الليبي.
ولم تكتف الصحيفة الجزائرية بالمطالبة بحق الجزائر في الثروات النفطية لمنطقة تندرارة المغربية، بل توعدت الشركات المساهمة في المشروع، مذكرة الشركة الفرنسية "أنتروبوز درايلينج" بأن انخراطها في المشروع ستكون له عواقب وخيمة على مصالحها في الجزائر.
وأعربت الصحيفة عن استغرباها لانخراط الشركة الفرنسية في هذا المشروع "المستفز للجزائر"، رغم أنها تعمل في الجزائر منذ 30 عامًا، وحصلت على عقود مسيلة للعاب من شركة "سوناتراك". كما لم يفت الصحيفة توجيه تهديدات مماثلة للشركة الأميركية "شلامبرجر".
وخلصت الصحيفة في قمة الغيظ، مستشهدة بفنيين وخبراء لم تذكر أسماءهم، إلى أن "كل هذه العمليات والمشاريع مجرد لعبة سياسية مغربية موجهة لاستفزاز الجزائر والإساءة لها."