الرباط - المغرب اليوم
كشفت المجلة الأميركية المتخصصة “أفييشن ويك نيتوورك” أن بعثة تجارية أميركية ستزور المغرب في أبريل المقبل لاستكشاف فرص الاستثمار في قطاع الطيران المدني، وقالت المجلة المتخصصة في أخبار قطاع الطيران نقلا عن مسؤولين أميركيين في قطاع التجارة، إن عشرات الشركات الغربية المصنعة لقطع الطائرات تعتزم توظيف آلاف العمال وإقامة منشآت تصنيع في المغرب.
وكتب الموقع الإخباري الأميركي أن المغرب أضحى أرضية أكثر “جاذبية” بالنسبة إلى صناعة الطيران، القطاع الواعد والذي يشهد نموا سريعا في المملكة، مبرزا أن “هناك عددا متزايدا من الشركات الغربية المتخصصصة في التصنيع والتموين في مجال الطيران التي ستزور المغرب في المستقبل القريب.
وأوضح المصدر إن هذا الحماس الموجه للأرضية التي تتيحها المملكة يترجم، من بين أمور أخرى، بتنظيم بعثة تجارية إلى المغرب في أبريل المقبل.
ويواصل المغرب استقطاب الاستثمارات الأجنبية في قطاع الطيران، ما جعله يراهن على بلوغ معدل نمو سنوي يقدر بـ17 % في أفق عام 2020، خاصة أن مجموعة من الشركات أعلنت في أعقاب انعقاد الملتقى الثالث لصناعة الطيران المدني والفضائي نيتها تعزيز حضورها في المغرب، ما من شأنه أن يخلق فرص شغل جديدة للمغاربة.
وبحسب ما أعلن عنه مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي، فإن ما مجموعه 110 مقاولات في مجال صناعات الطيران والفضاء حطت رحالها بالمغرب، وهو العدد الذي يظل مرشحا للارتفاع خلال السنوات القليلة المقبلة، خاصة بعد إعلان شركة “بومبارديي” الكندية، التي تعد ثالث أكبر شركة لتصنيع الطائرات في العالم، أنها تعتزم استثمار أزيد من 400 مليون درهم في المغرب خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 2015 و2024 عبر إطلاق برامج جديدة للتنمية، وكذا توسيع مصنعها الموجود قرب الدار البيضاء، وتحديدا بالمنطقة الحرة “ميدبارك”.
إلى جانب الشركة الكندية العملاقة في مجال تصنيع الطائرات، جرى التأكيد على اعتزام شركة “Latécoère” الفرنسية المتخصصة في تصنيع هياكل الطائرات وأنظمة الربط الاستثمار بدورها في المغرب، بعد أن نجح هذا الأخير في استقطابها خلال المفاوضات التي دشنها مسؤولوها مع كل من المغرب وتونس، إضافة إلى أزيد من 20 مقاولة صغيرة ومتوسطة تنشط في المجال الواعد بالنسبة للمملكة.
عمر التجاني، الأستاذ في الكلية متعددة التخصصات في العرائش، قال إن استقبال الشركات العالمية واحتضانها ليس كافيا، لأن تقلبات الاقتصاد العالمي قد تجبرها على تغيير وجهتها إلى بلدان أقل تكلفة، مؤكدا أنه بالتوازي مع تشجيع الشركات متعددة الجنسيات لاحتلال المنصات الصناعية، يحتاج المغرب إلى تطوير البنية التحتية في التكوين والإدارة والتكنولوجيا ليصبح على المدى المتوسط قادرا على الإنتاج ومستقلا عن إرادة الشركات العالمية.
هذا التطوير في أفق الاستغناء هو ما يصطلح عليه بالقدرة الاستيعابية، وأشار الأستاذ الجامعي أن لقطاع الطيران، كذلك، قابلية كبرى للنمو والتطور، فهو ينمو من حيث عدد الشركات في المغرب، والتي بلغت أكثر من 100 شركة متخصصة في تصميم وإنتاج وتركيب الهياكل والقطع الآلية والنظم المدمجة، وتشغل 11 ألف عامل، وتوفر 5٪ من صادرات المغرب. ومن حيث رقم المعاملات، فقد بلغ 1.5 مليار درهم، ويرتفع بنسبة 20٪ سنويا على مدى السنوات الثلاث الماضية.