الرياض - المغرب اليوم
قال الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية إن شركة النفط الوطنية العملاقة، في المراحل الأخيرة لإعداد خيارات الخصخصة الجزئية التي ستعرضها على مجلسها الأعلى قريباً، متحدثا عن حجر الزاوية في جهود المملكة لإصلاح اقتصادها.
وقال أمين الناصر الثلاثاء، إن لدى أرامكو فريقاً ضخماً يعكف على مقترحات لطرح عام أولي لأقل من 5% من قيمة الشركة، بينها مُقترحٌ لإدراج محلي منفرد، وإدراج مزدوج في سوق أجنبية.
وستُقدم المقترحات "قريباً" إلى المجلس الأعلى لأرامكو برئاسة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يقود خطة الإصلاح الاقتصادي، لمواجهة هبوط إيرادات النفط، والعجز المالي الحاد، بدعم القطاع الخاص، والقضاء على الإهدار الحكومي، وتنويع موارد الاقتصاد.
وقال الناصر إن أرامكو تسعى للتوسع عالمياً عبر مشاريع مشتركة في آسيا وأمريكا الشمالية.
وتابع: "نتطلع إلى الوضع الحالي في السوق الذي وإن كان زاخراً بالتحديات، فإنه يُعتبر فرصة ممتازة للنمو" مُضيفاً أنه يتطلع إلى فرص في الولايات المتحدة، والهند، وإندونيسيا، وفيتنام، والصين.
وكان الناصر يتحدث للصحافيين أثناء زيارة نادرة لوسائل الإعلام إلى مقر الشركة في الظهران، الخاضع لحراسة مشددة.
وإلى جانب المقترح ببيع حصة في أرامكو، الذي سيتطلب الإعلان عن بيانات حساسة عن الاحتياطيات، كلفت المملكة الشركة بدورٍ كبيرٍ في تطوير المشاريع الصناعية لتحفيز القطاعات الاقتصادية غير النفطية.
وفي الشهر الماضي قال الأمير محمد، إنه يتوقع أن يُقيم الطرح العام الأولي أرامكو بترليوني دولار على الأقلّ، مضيفاً أنه يعتقد أن هذا الرقم سيرتفع في نهاية المطاف.
وسيأخذ أي تقييم في الاعتبار توقعات أسعار النفط، وحجم احتياطيات الخام المؤكدة في المملكة.
وقال مسؤولون في أرامكو إن السعودية اكتشفت 805.6 مليار برميل من النفط أنتجت منها بالفعل 141.5 مليار برميل، وتعتبر 260 مليار برميل احتياطيات "مؤكدة" المصطلح الذي يُشير في قطاع النفط إلى الاحتياطيات التي يُمكن استخراجها بشكل قاطع.
وتابعوا أن لدى أرامكو أيضاً احتياطيات قدرها 403 مليارات برميل قابلة للاستخراج، مُضيفين أنهم يأملون في إضافة 100 مليار برميل أخرى إلى إجمالي الاحتياطيات بحلول 2025، بعد زيادة معدل الاستخراج بما يتراوح بين 50 و70 % باستخدام التكنولوجيا الجديدة.
وقال الناصر إن أرامكو تتوقع نمو الطلب العالمي على النفط الخام بـ 1.2 مليون برميل يومياً هذا العام، متوقعاً زيادة الطلب في الولايات المتحدة والهند.
وتابع "سنُلبي الطلب على نفط أرامكو السعودية" مضيفاً أن الشركة ستزيد طاقتها الإنتاجية في المستقبل، إذا اقتضت الحاجة، لكنه أشار إلى أن الطاقة الإنتاجية المستدامة للشركة تبلغ حالياً 12 مليون برميل يومياً، وأن الطاقة الإنتاجية الإجمالية للبلاد 12.5 مليون برميل يومياً.
وقال إن السعودية أنتجت 10.2 مليون برميل يومياً في المتوسط في 2015، مشيراً إلى تراجعٍ كبيرٍ في إنتاج النفط غير التقليدي، ولدى منتجين تقليديين آخرين أيضاً.
وتابع أن توسعة حقل خريص النفطي ستدخل الخدمة في 2018، وأنه من المقرر استكمال أحدث مرحلة من مشروع توسيع حقل الشيبة النفطي في جنوب شرق المملكة "في غضون أسبوعين".
وأشار إلى أن زيادة الطاقة الإنتاجية 250 ألف برميل يومياً التي سترفع إجمالي الطاقة الإنتاجية لحقل الشيبة إلى مليون برميل يومياً، تهدف إلى موازنة جودة الخام في المملكة، وتعويض تراجع الإنتاج في حقول أخرى، تدخل مرحلة النضج.
ويضم مجمع أرامكو الضخم في الظهران مدينةً صغيرةً بمجمع سكني كبيرٍ ومستشفى خاص بها، ومنشآت رياضية، وترفيهية.
ويًنظر إلى مواصلة استثمار أرامكو في مشاريع المصب على أنه عنصرٌ مهمٌ في خطط تنويع الاقتصاد.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك، خطتها لتوقيع اتفاق قريباً مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية،سابك، عملاق إنتاج البتروكيماويات والمعادن التي تديرها الدولة حول مشروع مشترك لتحويل النفط إلى كيماويات حسب قول مسؤولٍ للصحافيين.
وينسجم المشروع، الذي يُرجح أن تصل كُلفته إلى 30 مليار دولار، مع الجهود المبذولة لتكامل قطاعي الطاقة، والصناعة في المملكة.
وتقرّر استحداث وزارة جديدة للطاقة والصناعة والثروة المعدنية، السبت لتحل محل وزارة البترول القديمة.
ومن الأمثلة أيضاً، مُجمع ضخمٌ لإصلاح وبناء السفن، يُقام في رأس الخير على الساحل الشرقي للمملكة، والذي قال الناصر عن تشغيله الكامل إنه سيكون في حدود 2021.
وأوضح أن الجزء الأول من المجمع سيكون جاهزاً بحلول 2018، وسيقوم في النهاية بتصنيع منصات الحفر وناقلات الخام.
وأظهر عرض توضيحي للشركة أن المجمع سيوفر 80 ألف وظيفة، وسيسمح للسعودية بتقليص وارداتها بـ12 مليار دولار، بينما سيرفع الناتج المحلي الإجمالي للمملكة 17 مليار دولار.