الرياض ـ المغرب اليوم
لجأ عدد من شركات الأسمنت السعودية لابتكار منتجات جديدة غير تقليدية، وتسويق هذه المنتجات في السوق المحلية، ما يشير إلى تنافس محموم قد تشهده السنوات المقبلة بين شركات الأسمنت في هذا المجال، وبالتالي البعد قليلاً عن تصنيع المنتجات التقليدية من الأسمنت العادي أو المقاوم.
وتوقع مستثمرون أن تلجأ شركات الأسمنت لتسويق منتجات جديدة خاصة لاستخدامها خلال مراحل مختلفة من مراحل البناء والإنشاءات لقطاع المقاولات، كأسمنت مخصص لصب القواعد والأعمدة أو المستخدم في أعمال اللياسة، إضافة إلى منتجات جديدة بعينها لتدخل في إحدى مراحل البناء والتشطيب.
ويرى المستثمرون أن هذه الخطوة ربما جاءت بهدف كسر حالة الركود في السوق وتصريف كميات كبيرة من المخزون المتوفر لدى شركات الأسمنت.
وهنا، قال لـ "الاقتصادية" الدكتور زامل المقرن رئيس اللجنة الوطنية لشركات الأسمنت في مجلس الغرف السعودية أن توجه بعض شركات الأسمنت لإنتاج منتجات متخصصة جديدة كأسمنت اللياسة وأنواع أخرى مرتبطة ببعض الأعمال الإنشائية، لا يعني بالضرورة تخلي شركات الأسمنت عن أسلوبها التقليدي في الإنتاج، حيث إن الأسمنت ذا المواصفات الخاصة يخدم أعمالا معينة ويحتاج إلى بعض العملاء والمشاريع ويحتاج من فترة إلى أخرى إلى التعريف به للعملاء.
وأضاف أن الخطوة ليست بالجديدة على شركات الأسمنت في إنتاج مواد جديدة، حيث إن هناك شركات منذ عدة سنوات تنتج أنواعا مختلفة من الأسمنت مثل المستخدم في التشطيبات وأسمنت البوزلاني.
وأوضح أن طرح بعض شركات الأسمنت لمنتجات متخصصة ما هو إلا دليل على قدرتها على إنتاج أنواع متخصصة من الأسمنت تلبي احتياجات العملاء في الأسواق. مبيناً أن هذه الشركات قد اتجهت لإنتاج هذه الأنواع المتخصصة بعد دراسة السوق وتلبية رغبات العملاء وحاجة السوق من تلك الأنواع المتخصصة من الأسمنت.
واستبعد الدكتور المقرن أن يكون الهدف من إنتاج تلك الأنواع من المنتجات لتصريف المخزون إنما هو إضافة لمنتجات جديدة للشركة، ولحاجة بعض المشاريع إلى أنواع معينة من الأسمنت.
مؤكداً أن طرح أي منتجات جديدة يأتي لمواكبة تطورات حاجة السوق، وأن تكون الشركات لديها الريادة لطرح مثل هذه المنتجات، ولا شك أن إضافة أي منتج جديد يحتاج إلى بعض الوقت للتعريف به ويحقق إضافة لأي شركة وأرباح إضافية.
في المقابل، أوضح مسؤول في إحدى شركات الأسمنت -فضل عدم ذكر اسمه- أن شركات الأسمنت تسير في الاتجاه ذاته الذي سار عليه كثير من شركات القطاعات الاقتصادية الأخرى التي بدأت نشاطها بمنتجات تقليدية كشركات الألبان مثلاً، والتي كان نشاطها يعتمد على إنتاج الحليب والألبان بالشكل التقليدي، ولكنها وبعد سنوات لجأت لتصنيع وإنتاج منتجات أخرى تحقق لها عوائد ربحية إضافية.
وبين أن هناك كثيرا من الأمثلة لقطاعات اقتصادية وتجارية قامت بتنويع منتجاتها.
وأضاف: "شركات الأسمنت طوال السنوات الماضية لم تفكر جديا في تنويع منتجاتها، بل اعتمدت على المنتجات التقليدية المعروفة في السوق المحلية، ولكن الآن بعد حالة الركود التي تشهدها السوق شرعت هذه الشركات في ابتكار وتسويق منتجات جديدة جاهزة أكثر تخصصية لتقديمها كمنتجات جديدة للمقاولين. وتوقع المسؤول أن تشهد السنوات المقبلة ظهور منتجات جديدة في قطاع الأسمنت يستفيد منها قطاع البناء والتشييد.