نيويورك ـ أ.ف.ب
يعول التجار الأميركيون على مبيعات يوم الجمعة الأسود (بلاك فرايداي) لتحسين أوضاعهم في ظل ركود الاقتصاد وتغير عادات الاستهلاك مع التجارة الإلكترونية.
من سلسلة متاجر الملابس "غاب" إلى تلك المخصصة للأثاث "وليامز أند سونوما"، مرورا بمراكز "مايسيز" التجارية الكبيرة، كثيرة هي المجموعات التجارية التي كشفت أنها ترتقب نتائج مالية أدنى من التوقعات.
غير أن التراجع المتواصل للبطالة وانخفاض سعر الوقود دفعا المحللين إلى توقع انتعاش في النفقات الاستهلاكية للأميركيين التي تشكل 70 % من إجمالي الناتج المحلي في البلاد.
ولا تشجع قيمة الدولار السياح الأجانب على إنفاق أموالهم في الولايات المتحدة، كما أن الأحوال الجوية الدافئة نسبيا ليست مؤاتية لمشتريات الملابس الشتوية.
وقال تيري لاندغرن المدير التنفيذي لمتاجر "مايسيز" على سبيل المزاج "ليت الثلج يعود"، موضحا "ليست هذه التوقعات التي كنا ننتظرها للربع الأخير من العام".
و"بلاك فرايدي" هو يوم الجمعة الذي يلي عيد الشكر في الولايات المتحدة الذي يحتفل به في يوم الخميس الرابع من شهر تشرين الثاني/نوفمبر. ويأخذ الأميركيون عطلة مطولة بمناسبة هذا العيد تشمل يوم الجمعة ويستفيدون من التخفضيات الكبيرة التي تعرضها المتاجر.
ويليه يوم "الاثنين الافتراضي" (سايبر مانداي)الذي تجرى فيه تخفيضات ضخمة على المبيعات على الانترنت.
قد تكون الحسومات كبيرة جدا هذه السنة لأن مخزونات البضائع ازدادت كثيرا هذه السنة بسبب قلة المبيعات.
ويستفيد المستهلكون من نمو الاقتصاد، لكن الحال ليس دوما كذلك بالنسبة إلى التجار، بحسب ما أوضح كريس كريستوفر من شركة "آي اتش اس" المتخصصة في القطاع.
ولفت كريس موران من جميعة الدفاع عن حقوق المستهلكين "كونسيومريست" إلى أن ارتفاع الأجور لا يزال جد بسيط وإلى أن التجار التقليديين يواجهون منافسة متزايدة من الانترنت.
وتتوقع شركة "كومسكور" ارتفاعا بنسبة 14 % إلى 70 مليار دولار في المبيعات الإلكترونية لموسم الأعياد تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر. أما شركة "فوريستر"، فتشير تحليلاتها إلى ارتفاع بنسبة 11 % إلى 95 مليار دولار في مجمل المبيعات على الانترنت.
وسبق أن أعلن العملاق "أمازون" عن حسومات ضخمة ليوم الجمعة الأسود وهو قدم بعضها قبل هذا الموعد.
وتقدم مجموعة "وولمارت" للمرة الأولى هذه السنة تخفيضات بقيمة 90 % على عروضاتها الإلكترونية.
أما منافستها "تارغيت"، فهي تقترح على زبائنها شراء البضائع على الانترنت واستلامها من متاجرها، من دون أن يضطروا حتى إلى مغادرة السيارة.
لكن كل هذه الجهود تؤثر سلبا على هوامش الربح وتفاقم هشاشة الوضع المالي لبعض المتاجر، بحسب ايفريم ليفي المحلل لدى "اس اند بي كابيتال آي كيو".
فتطوير المواقع الإلكترونية وتشييد مستودعات البضائع المعروضة على الانترنت وإعداد البرمجيات المخصصة لتتبع عادات الاستهلاك وكسب وفاء الزبائن كلها مكلفة.
وراحت بعض المتاجر تفتح أبوابها مساء الخميس لاستقبال الزبائن في ما بات يطلق عليه بعض المحللين اسم "غراي ثورسداي" أي يوم الخميس الرمادي.