لندن - ا ف ب
أفتى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بوجوب دعم اقتصاد تركيا واقتصادها بكل الوسائل المتاحة، مطالبا الأمة الإسلامية للوقوف مع تركيا وتأييدها ودعمها بكافة ألوان الدعم والتأييد.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع مرسوما يقضي بفرض سلسلة عقوبات ضد تركيا، بعد إسقاطها طائرة سوخوي روسية قبل أيام بعد اختراقها للأجواء التركية، من أبرزها إعادة العمل بنظام التأشيرات لدخول الأتراك إلى روسيا، وتشديد الرقابة الجمركية على البضائع التركية، وحظر استخدام الأيدي العاملة التركية، بالإضافة إلى حظر استيراد بضائع محددة، وكذلك منع مكاتب السياحة الروسية من تسويق الرحلات السياحية لتركيا ابتداء من مطلع العام القادم.
وثمن الاتحاد في بيان رسمي 'مواقف تركيا المشرفة من قضايا أمتنا الإسلامية العادلة، وبخاصة موقفها من الثورة السورية، وتضحياتها الجمة من أجل الشعب السوري الثائر ضد حكومة بشار الأسد المجرمة التي قتلت منهم مئات الآلاف، وسجنت عشرات الآلاف، وما زالت تشرد الملايين'.
وأكد أنه يتابع تسارع الأحداث في المنطقة، والاستفزازات المتعددة التي تستهدف تركيا 'ومحاولة الضغط عليها عبر الملف الاقتصادي تارة، أو الزج بتركيا في أتون صراع يبدد طاقتها، ويعطل نهضتها، وذلك لعقابها على موقفها الأخلاقي الذي تتمسك به في تعاملها مع الثورة السورية'.
أصل الصراع
من جانبه أكد وصفي عاشور أبو زيد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأستاذ المقاصد الإسلامية بجامعة القاهرة، أن العلماء ينظرون إلى الصراع الدائر الآن بين روسيا وتركيا بالإضافة إلى المصالح والبقاء والوجود، إلى البعد العقدي والديني فهو الأساس الذي ينبني عليه أي صراع، وما يدور الآن بين روسيا وتركيا منطلقه عقدي، وخير شاهد على هذا ما قاله بوتين من أن أردوغان يريد أسلمة تركيا.
وأضاف في تصريح للجزيرة نت 'على الأمة الإسلامية أن تدعم تركيا في مواقفها الداعمة للسوريين سواء بما تقوم به من دعم أرضي لها، وما تقوم به من فتح أبوابها للاجئين السوريين وإيوائهم'.
وانتقد أبو زيد دعم بعض الأنظمة العربية لروسيا في عدوانها على سوريا وتركيا، متهما الأنظمة الحاكمة في تلك الدول بالتماهي مع الهوى الصهيوني، بغية الحفاظ على كراسيهم وكسب الرضا الصهيوأميركي.
وشدد على أن الإسلام يوجب على جميع المسلمين الوقوف بجوار تركيا المسلمة، ضد روسيا الملحدة، وهذا من صميم عقيدة الولاء والبراء، انطلاقا من قوله تعالى (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ).