فيينا - أ.ف.ب
بالفساتين البيضاء والسترات الطويلة السوداء يفتتح "المبتدئون" الحفلات الراقصة في فيينا خلال فصل الشتاء وهم يواصلون بذلك تقليدا لا يزال حيا مع ان الشغف بالرقص بات الان يتغلب على البحث عن الشريك المثالي.فمايكل ولاريسا وهما تلميذان ثانويان في السابعة عشرة والسادسة عشرة يقفان في صف بين 150 ثنائيا اخر يرقصون الفالس وقد اختيروا لافتتاح حفلة الحلوانيين الراقصة وهي من الاهم في الموسم الذي يضم 400 حفلة راقصة بين 31 كانون الاول/ديسمبر وثلاثاء المرفع لدى المسيحيين.رغم توتره لوجوده تحت ثريات قصر هوفبورغ الملكي السابق يؤكد مايكل ان هعيد للمشاركة في "شيء يثير الحماسة منذ قرون ولايتغير". لكن بالنسبة "للمبتدئين" الذين يفتتحون كل حفلة راقصة من هذا النوع تغير شيء اساسي فهم باتوا يأتون حبا بالرقص وليس للافساح في المجال امام الاهل من اجل تعريف المجتمع بهم. ويقول ايدي فرانزن احد مصممي الرقصات في هذه الحفلات "هذا صحيح لم يعد الامر بمثابة بورصة زواج كما كانت الحال في السابق".فاليوم "المبتدئون" هم اكثر من الشغوفين برقص الفالس الذين يستفيدون من سعر مخفض للمشاركة في الحفلة الراقصة او حتى من دخول مجاني في حين ان البطاقة تكلف عادة 80 يورو.وتؤكد اليسيا ييزك وهي طالبة في التاسعة عشرة التي شاركت مع شريكها كلينيز كورنر في افتتاح حوالى 12 حفلة راقصة "ان الامر يشكل خصوصا مناسبة للرقص في قاعة جميلة". قاعة المراسم في قصر هوفبورغ مع اخشابها المذهبة واعمدتها الرخامية تثير بريقا في اعين المبتدئين حتى "المخضرمين" منهم ، عندما ينزلون الى ساحة الرقص على انغام موسيقى شوبان في اجواء تذكر بايام الامبراطورة سيسي.وهذه هي اللحظة التي ينتظرها كل المشاركين في الحفلة الراقصة والمنتظرين في الممرات بين المقصورات في محاولة للتمتع بمنظر وصول "المبتدئين" الرسمي ورقصتهم القصيرة على انغام الفالس فيما عشرات الكاميرات تلتقط صورهم.ويقر راينر شينغ (20 عاما) "ان افتتاح حفلة راقصة امر يثير الحماسة. والامر مختلف ان كان المرء يشارك بشكل عادي في الحفلة". وتضيف شريكته ليزا فيرستل البالغ 19 عاما والتي افتتح معها حوالى 30 حفلة راقصة "ثمة تشويق في الامر! فنحن محط اهتمام الجميع". الا ان هذا الامر يحتاج الى الكثير من العمل. فقبل افتتاح حفلة راقصة يرقص غالبية المشاركون مرة في الاسبوع على الاقل على مدى اشهر وعليهم في كل افتتاح تعلم تصميم رقصة جديدة.ويقوم مدربو الرقص باختيارهم قبل شهرين احيانا من الحفلة الراقصة ويقيمون المرشحين على اساس مهارتهم التقنية وحضورهم.اما المعايير الاساسية فتبقى اتقان الرقص وان يكون المشارك شابا لا يتجاوز عمره الثالثة والعشرين او الرابعة والعشرين.وعملية الاختيار مفتوحة امام المراهقين الذين يتسجلون باعداد كبيرة حتى لو لم يكونوا من الطبقة البرجوازية ، عند بلوغهم سن السادسة عشرة في مدرسة رقص وان كان البعض يتأخر قليلا. الكسندرا هوشهولد ويوزف غاير (24 عاما) سبق لهما ان شاركا في حفلات راقصة لكنهما لم يجرآ من قبل عل المشاركة في افتتاح احداها. وتقول الكسندرا التي تدرس العزف على الكمان "ينبغي التحلي ببعض النضج لذلك".ويوافقها ريتشارد فرانزل المسؤول مع ايدي فرانزن عن افتتاح حفل الحلوانيين الراقص، الرأي قائلا ان المشاركة في الافتتاح "تلقي على الشباب مسؤولية فينبغي المشاركة في التمرينات واحترام المواعيد". ويضيف فرانزن "فهم يتعلمون ان يضعوا القفازات وكيفية التصرف في حجرة الثياب وعلى المائدة وكيفية دعوة شخص آخر الى الرقص" في نهاية المطاف تبقى حفلة راقصة في فيينا مناسبة اجتماعية حيث السمعة مهمة للمشاركين والمنظمين. ويقول كورت شيبيستا منظم حفلة الحلوانيين الراقصة "كلما كانت الحفلة مهمة كلما كان عدد المبتدئين كبيرا". وفي حن يفضل الراقصون الحفلات الراقصة الصيغرة حيث يمكنهم رقص الفاس بسهولة اكبر فان الحفلات الكبيرة تبقى "اساسية" بالنسبة للمبتدئين على ما يؤكد شيبيستا "فيتم الحكم بعد ذلك على الشخص من خلال افتتاح الحفل راقص كبير ام لا".