دمشق - سانا
قدمت فرقة الدراويش الدمشقية مساء الخميس حفلاً إنشادياً للموشحات الدينية والتراثية بمرافقة المولوية وذلك على خشبة مسرح الحمراء بدمشق. وتنوع برنامج الحفل من حيث الموشحات المقدمة على ثلاث وصلات على مقامات الراست والحجاز والنهوند فاستطاعت الفرقة أن تأخذ الجمهور لعوالم صوفية راقية سحرت الحضور الذي غصت به مقاعد المسرح.وكانت ألحان الموسيقيين منسابة ومتداخلة على مدى الساعة والنصف بقيادة عازف القانون صلاح القباني مدير الفرقة وبإنشاد عبد الرحمن عبد المولى رئيس المنشدين مما جعل من الحفل يتصاعد من حيث الانسجام حتى وصل للذروة في الوصلة الأخيرة التي استحقت التصفيق الحار. وقالت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة في تصريح خاص لـ سانا: إن هذه الفرق الإنشادية هي جزء من تراثنا وخصوصا المولوية الصوفية التي تعتبر جزءا أساسيا من التراث الشامي مبينة أننا اليوم نحتاج اكثر من أي وقت مضى للعودة إلى جذورنا دون أن نتقوقع في الماضي أو في فكر معين وإنما أن نستمد من هذا التراث ما يفيدنا اليوم في تنقية نفوسنا ولم شملنا في التوجه إلى الله كي يعيد هذا الوطن إلى ما كان عليه من ألفة ومحبة وتآخ. من جهته قال صلاح القباني مدير الفرقة: إن هذا البرنامج الذي قدمناه أعد خصيصاً لهذا الحفل فنحن لم نعتد تكرار ما نقدمه في حفلاتنا كوننا نتصدى لمشروع توثيقي متكامل للتراث الديني والأندلسي عبر ما نقدمه. وأضاف القباني: إن الفرقة تستقي الأعمال التي تقدمها في حفلاتها كما وصلت من الآباء والأجداد دون إضافات أو تطوير ليتم استذكار هذا الموروث وإيصاله للأجيال الحالية ومنها لأجيال المستقبل. وأوضح أن الفرقة تحتوي توليفة من العازفين والمنشدين بأعمار متباينة بهدف خلق حالة من الاستمرار لهذا الفريق عبر الأجيال ومن هنا قال: أحببت أن أشرك طفلين مع المنشدين وطفلين آخرين مع راقصي المولوية. وقال مدير فرقة الدراويش الدمشقية: قدمنا ثلاثة موشحات أندلسية من أصعب الموشحات من حيث التأدية وهي "العذارى المائسات ويا عذيب المرشف" وموشح "كلما رمت ارتشاف". وأضاف: إن ما تقدمه مديرية المسارح والموسيقا من دعم يجعلنا راضين عما وصلنا إليه من مستوى فني يقدم هذا التراث الموسيقي والديني بشكل لائق كما أننا نطمح للأفضل دائما ولننشره على مستوى العالم. بدوره قال الشاب محمد شاهين من الحضور: إن الحفل كان رائعا من حيث تقديمه للتراث الموسيقي القديم مبينا أن هذا النوع من الإنشاد التراثي الديني المترافق مع رقصة المولوية أصبح عملة نادرة يفتقدها الجمهور السوري ويجب إعادتها ونشرها لنعود إلى هذا الصفاء الروحي. وأوضحت وفاء السيد أنها انتشت من أداء الفرقة خاصة المنشدين وراقصي المولوية مبينة أن اشتراك الأطفال في الإنشاد والرقص الصوفي أضاف للحفل الكثير من المتعة. وفرقة الدراويش الشامية أسست عام 2008 لتقوم بعزف وتدوين نوتات الموشحات الدينية والأندلسية إضافة إلى الأعمال الموسيقية التراثية والفنية الأصيلة حيث اعتمد في تشكيل هذه الفرقة على أصحاب المواهب والخبرات والأعمار الكبيرة نسبياً مع رفد الفرقة فيما بعد بأجيال جديدة وللفرقة عدة مشاركات داخل سورية.