الدارالبيضاء - شيماء عبد اللطيف
انطلقت، الثلاثاء، في فاس المغربية فعاليات مهرجان فاس الدولي للرقص التعبيري في دورته السابعة، والذي يُشكِّل مناسبة للتلاقي وتبادل المعارف والخبرات بين الفنانين الكوريغرافيين المغاربة والأجانب. وتميز حفل افتتاح هذا الحدث الفني والثقافي الذي تنظمه "جمعية بابل للثقافة والفن" بشراكة مع جهات عدّة بتقديم لوحات فنية لفرق متخصِّصة في الرقص من المغرب ومصر أبهرت الجمهور الكبير، الذي حضر للاستمتاع بتموجات الجسد عبر تعابير كوريغرافية تمتح من الموروث التاريخي، ومن مختلف إبداعات مدارس الرقص التعبيري المعاصر. وقدمت فرقة عبد الله جاسر (مصر) خلال الحفل الافتتاحي لهذه التظاهرة الثقافية والفنية عرضها الفني الذي حمل عنوان "تنورة بين السماء والأرض"، وهو عبارة عن رقصة صوفية إيقاعية تؤدَّى بشكل جماعي وبحركات دائرية ذات نفحة صوفية. بينما أبدعت مجموعة (الأعماق) من المغرب في تقديم عرض كوريغرافي تحت عنوان "سبعة ألوان" زاوج أعضاء الفرقة خلاله بين الأشكال التعبيرية للرقص التقليدي وحركات الجسد كما صقلتها مدارس الرقص الحديثة. ويتضمن برنامج هذا المهرجان الذي يروم إتاحة الفرصة لهواة الرقص والمهتمين وعامة الناس كي يستمتعوا بأجمل الفرجات الكوريغرافية المحلية والعالمية تنظيم مجموعة من العروض الفنية التي تقدمها فرق من المغرب والخارج. ومن بين العروض التي يتضمنها برنامج هذه التظاهرة الثقافية والفنية التي تستمر إلى غاية 26 من الشهر الجاري عرض "نداء الجسد" لسارة ماتري من فرنسا، إضافة إلى العرض الكوريغرافي "افتحه" لروبيرطا تيراسا من إيطاليا، والذي هو رقص معاصر بلمسات أفريقية، إلى جانب مجموعة من العروض الفنية والإبداعية في مجال الرقص والكوريغرافيا لمجموعات مثل عرض "المقصورة" لفرقة (نجمة) الذي هو عبارة عن لوحات فنية من الرقص الشرقي الحديث، ثم "رقصة الخيمة" من الساقية الحمراء (المغرب)، بالإضافة إلى العرض الكوريغرافي "أحيانًا ننظر" الذي هو عرض تجريبي لفرقة (ميريغا بيلسر) من بلاد الغال. وموازاةً مع هذه العروض الفنية التي سيحتضنها فضاء مسرح الحرية في فاس ستعرف هذه الدورة تنظيم أنشطة عدة أخرى، من بينها معارض فنية ومحترفات للرقص لفائدة الشباب والأطفال وتقديم عروض سينمائية كوريغرافية، إلى جانب ندوة فكرية تبحث موضوع "سيميائيات الجسد" ينظمها باحثون ومفكرون ومختصون من المغرب والخارج. ويُشكِّل مهرجان فاس الدولي للرقص التعبيري الذي ينظم بشراكة مع بعض الجهات والمنظمات والهيئات المحلية والدولية فرصة للتفكير في الوسائل الكفيلة بتطوير الرقصات التقليدية والتراثية المغربية، والرقي بها من مستوى العفوية إلى مرتبة التعبير بالحركات والإشارات عن مكنونات الجسد بلغة كوريغرافية خاصة. ومن خلال الجمع بين الرغبة في تعريف الجمهور بمميزات الرقص المعاصر وخصوصيات الرقص التقليدي يهدف هذا الحدث الثقافي والفني إلى مد الجسور بين ما هو أصيل وما هو حديث في مجال الرقص، انطلاقًا من الحاجة الماسة إلى نشر ثقافة الجسد بما هي مؤشر حضاريّ على علو شأن الثقافة بصفة عامة، في عالم تزداد فيه الحاجة يوميًا إلى لغة تواصلية تتجاوز إطار المقروء والمكتوب.