الشارقة - بترا
افتتح العرض المشهدي الفرجوي "داعش والغبراء" تاليف الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى لاتحاد الامارات حاكم الشارقة، واخراج محمد العامري، عروض ليالي مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي في دورته الثانية، ليلة امس الخميس في منطقة الكهيف بالشارقة.
العرض الذي شارك فيه عدد كبير من النجوم والفنانين الاماراتيين ومن ابرزهم الفنانان أحمد الجسمي في شخصية الرواي وابراهيم سالم في شخصية المنادي، استدعا حكاية حرب داحس والغبراء من الموروث العربي والتي بدأت قبل بعثة الاسلام بحوالي 50 عاما واستمرت 40 عاما، ليسقطها على الراهن العربي المثقل في بعض اقطاره العربية بالحروب والقتل والتدمير علاوة على ما يجتاحه من فكر ارهابي متطرف لينبذ العرض العنف بمختلف اشكاله ويدعو الى العودة لروح الاسلام الحنيف بما فيه من تسامح واعمار للنفوس والدنيا.
وفق المخرج العامري بتوظيف تقنيات السينوغرافيا المختلفة وابرزها الاضاءة في خلق فضاءات مشهدية محملة بمدلولات تتساوق مع رسالة العرض لاسيما بقع الاضاء الحمراء مختلفة الاشكال والتي جاء بعضها بوصفها بقع دماء انعكست على ارضية مكان اللعب المسرحي -الحيز المكاني الصحراوي- واخرى بوصفها انهار من الدماء تنساب من التلة الرملية المواجهة للتلة الرملية التي تموضع فيها الجمهور لتصل الى حيت مكان مجريات الاحداث والمشهدية المسرحية المحصورة بين التلتين ، الا ان التشكيلات البصرية للممثلين والمجاميع لم تكن منتظمة بالصورة المطلوبة، وان عبرت اللوحات الحركية التي قدمتها الممثلات المشاركات عن محمولات تعبر عن لوعة الفقد والحزن.
عرض "داعش والغبراء" الذي تجلت فيه عناصر الفرجة المسرحية في فضاء الصحراء يختتم مشاهده بدخول شخصية المنادي الذي يحمل يبشر بالاسلام الذي يدعو الى التسامح والرأفة والعدل ونبذ العصبية في الوقت الذي تتبدل فيه أزياء الممثلين والمجاميع الى اللون الابيض وكذلك راياتهم مصاحبا لاضاءة بيضاء تنطلق من عمق التلة المواجهة للجمهور بما تحمله هذه العناصر السينوفرافية من دلالات عن النقاء والسلم والتسامح.
وكانت إدارة المهرجان نظمت اول امس الاربعاء في مقر الضيوف، لقاء للتعارف ولتقديم العروض المشاركة وذلك في حضور مدير المهرجان أحمد بورحيمة وأعضاء الفرق المشاركة.
وتحدث في اللقاء كل من مخرج العرض البحريني "جزيرة الجوري" عبد الله ملك والمخرج هارون الكيلاني من الجزائر ومخرج العرض الاردني "كثبان" الدكتور فراس الريموني ومخرج العرض الموريتاني "تبراع لمليح" تقي سعيد.
وقال مدير إدارة المسرح ومدير المهرجان أحمد بورحيمة في بيان صحفي إن الدورة الثانية للمهرجان الذي تنظمه دائرة الثقافة والاعلام في الشارقة ستعزز بعروضها وانشطتها المصاحبة فكرة هذه التظاهرة الفنية والثقافية المستلهمة من رؤى سمو حاكم الشارقة وستزيدها رسوخاً وانتشاراً، مبينا أنه تم تصميم فضاء المهرجان بحيث يماثل بنائياً قرية صحراوية، تتوسطها فسحة رحبة ستتحول إلى موقع لتقديم العروض.
وأضاف إن مواقع الانشطة المصاحبة كالندوات والمسابقات تتوزع في بيوت ومجالس تقليدية تحيط بالمكان، فيما جرى التركيز على إبراز ثراء الثقافة الشعبية الإماراتية في المطبوعات والمنشورات والهدايا الرمزية ومواقع التواصل الالكتروني الخاصة بالمهرجان عبر ثيمات وملامح وألوان وتعبيرات دارجة، مشيرا إلى انه تصحب كل ليلة احتفاليات تراثية تعكس ملامح من البيئات الشعبية للدول المشاركة.