عمان - بترا
عرضت مساء أمس على مسرح الشاعر حبيب الزيودي في مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي في الزرقاء مسرحية "الحب في زمن الحرب" للمخرجة الدكتورة مجد القصص.
وتستلهم المسرحية التي ألفها الكاتب مفلح العدوان، التاريخ وتعيد احياء شخصية تاريخية "عنترة " من أجل ابراز فكرتها الرئيسية التي تتمحور حول أهمية الحب رغم كل النزاعات والصراعات باعتباره عابرا لكل المفاهيم السياسية والطائفية التي تكبل الانسان وتقيده وتجعله غير قادر على ممارسة حياته الانسانية .
وتؤكد المسرحية التي تعتمد على فيزيائية الجسد والغناء والعزف النقري ان الحب لا يمكن له أن يعيش في ظل واقع محتشد بالمآسي والوحشية والقتل والدماء التي تحيط بالانسان وتجعله عاجزا عن الرؤية الحقيقية، مثلما تدعو الى ضرورة التحلي بالوعي الحقيقي والتمييز بين الخير والشر وقبول الآخر بشكله الايجابي ونبذ التطرف والتعصب .
وتبين الدكتورة القصص خلال كلمتها المنشورة على كتيب المسرحية، انها عمل مسرحي موسيقي يمت الى نمط الكوميديا السوداء، حيث يسخر من الواقع المر للمنطقة في ظل الأزمات الناشئة عن الافتقاد للغة الحوار الملائم وتغذية التطرف والتعصب بجميع أشكاله .
وتضيف ، ان فكرة المسرحية تتكىء على التقاء مجموعة من اللاجئين في أحد مراكز الايواء في دولة ما، حيث تبحث شخصية "عنترة" التاريخية عن "عبلة " بعد خوض العديد من الحروب والصراعات للوصول اليها، الا أن عنترة لا يجدها، بينما يتعرف على معاناة المحبين في المركز، اذ نتتبع قصة الفتى الذي يحب فتاة من ديانة أخرى والسجان الذي يحب السجانة ونرى شكل الحب الصوفي للمرأة ، والثنائي الفلسطيني اللذين يجمعهما الحب رغم الحواجز والمظاهرات والحصار على امتداد الوطن.
وتتابع ، ان المصائر والعقول تتقاطع في حوارات ساخرة شديدة المرارة ، حيث تعكس الواقع المعاش بعد ثورات ما سمي "بالربيع العربي" ، فيما تشير الى ان التجريب في العمل تناول استخدام الايقاعات المعتمدة على أدوات غير تقليدية (المكعبات) اضافة الى استخدام أغان مألوفة للجمهور من خلال اعادة انتاجها واستخدام مفردة المشي المعبر وتوظيف قطع الديكور وتحويلها الى شواهد حقيقية ونفسية .