عمان - بترا
تخوض رواية (كل المعارك) للكاتب الاردني الشاب معن ابو طالب، في عوالم لعبة الملاكمة القتالية التي ظلت عصية على التناول لدى كثير من الادباء العرب.
تسرد الرواية الصادرة حديثا عن دار "الكتب خان" بالقاهرة، وقائعها عن شاب تتنازعه هواية رياضة الملاكمة وعمله الناجح، فهو مغرم بفنون الملاكمة وما تنطوي عليه من تحدي ضروس والام وامال، لكنه موظف ناجح بعمله الوظيفي في شركة ذات سمعة دولية تعد بمستقبل زاهر.
يستحوذ البناء السردي في الرواية على صفحات مطولة تصور احداثا مليئة باللكمات ولحظات الدفاع عن النفس خلال المشكلات بين افراد عاديين في الشوارع والحارات والاحياء الشعبية تعج بالناس من مستويات اجتماعية متباينة.
يبذل بطل رواية (كل المعارك) المهووس بالملاكمة الى درجة قصوى حيث تسلب تفكيره وتهدد مستقبله الوظيفي والشخصي، بعد ان بدأ يلفت انظار الاخرين بتميزه في هذه اللعبة الرياضية عندما اخذ يحقق نجاحات متتالية على اكثر من صعيد، ثم تأتي فرصة من الصعب ان يتخلى عنها وذلك بعد ان عرض عليه الاحتراف في بطولة عربية هي الأولى من نوعها، ولكن سعيه تجاه هذه المسابقة يحتم عليه ان يكشف عن ما ينطوي عليه تريخ عائلته واسلافه الذين حققوا قدرات بطولية في اكثر من مكان ما زالت تروى حول على مواجهتهم لكثير من الصعوبات والتحديات في قتال الاعداء.
آثر الروائي معن ابو طالب ان يقدم اسلوبية سردية تفيض بالمشهدية الآسرة التي تدفع القارئ الى الايهام بانه امام شاشة سينما يتابع فيلما، مثلما استخدم وثائق تاريخية تنير للقارئ صفحات مجهولة عن صنوف البراعة والتقنيات والمواقف التاريخية والاخلاقيات السائدة لدى اشهر الملاكمين وانفعالاتهم على الحلبة، او هم قبيل لحظات من النزال، ذلك دون ان يغفل العامل النفسي في اقتناص اللكمة من الخصم او البحث عن خطط ملائمة ينهي بها الملاكم خصمه خلال جولات اللعبة التي قد تودي احيانا بمصائر ابطالها.
حرص ابو طالب على تضمين روايته الاولى (كل المعارك) بتلك الحوارات السائدة باللهجة المحكية وهو ما اعطى لكتابته المزيد من الصدق والحميمية والدفء.
يشار الى ان مؤلف الرواية معن أبو طالب، كاتب ومحرر وأحد مؤسسي مجلة معارف الإلكترونية المتخصصة بالموسيقى، حائز على ماجستير في الفلسفة الأوروبية ونظرية النقد المعاصرة من مركز أبحاث الفلسفة الأوروبية المعاصرة في جامعة كينجستون، وهو يقيم حاليا في لندن.