القاهرة ـ أ.ش.أ
ديوان شعر يحمل عطر الماضي، نظمه الشاعر عبد المؤمن النقاش، الذي ولد في عام 1914، الديوان يحمل اسما ملهما، هو "ألحان الفجر"، ويضم قصائد رائعة تتنوع بين مدح النبي "صلي الله عليه وسلم"، وتأبين الأصدقاء، والرومانسية المفرطة، فضلا عن عدد من القصائد الكوميدية التي تكشف خفة ظل هذا الشاعر العبقري، الذي أنجب رموزا مصرية يشار لها بالبنان، منهم رجاء النقاش، الناقد الأدبي الكبير، ووحيد النقاش، المترجم والمثقف المرهف، وفريدة النقاش، الناقدة الأدبية والمسرحية الشهيرة، وعطاء النقاش، المخرج السينمائي، وفكري النقاش، الكاتب المسرحي الرائع، وأمينة النقاش، الكاتبة الصحفية البارزة، وبهاء النقاش، المدرس بمعهد السينما، وعاصم النقاش، محاسب. كان عبد المؤمن النقاش مدرسا، حرص على تعليم أجيال كثيرة، ومع العلم كان يبث لهم إيمانه العميق بالدين، من دون تشدد، بل المنفتح على الحياة. ولأول مرة نقرأ الديوان، ثم يتبعه الشاعر بثمانين صفحة تحمل عنوان "جزء من سيرة رحلة عمر.. صفحات من مذكرات معلم إلزامي.. بقلم عبد المؤمن النقاش"، وكتبها الشاعر بلغة راقية، رائقة، لا يقف فيها عند التفاصيل الصغيرة، بسرد مشوق للغاية، وفي ثناياها يرسم لوحات بديعة بقلمه الذي يعرف طريقه جيدا في إبداع الكتابة القصصية. شعر الراحل عبد المؤمن عمودي مقفى، يقول في قصيدة "في ذكرى المولد النبوي الشريف": رسول الله هبني منك روحا... يشعشع في فمي الأدب المصونا فإني ابتغى لعلاك مدحا... يقربني لرب العالمينا وكيف يفيك إطراء بياني.. وقدرك فوق مدح المادحينا فحسبي إنني حاولت جهدي..وأخلصت السرائر واليقينا وإني في هواك بذلت نفسي.. وكان هواك لي ذخرا ثمينا ومالي غير بابك من سبيل..وأنت مشفع في المذنبينا ولا أرضى بغيرك لي نبيا.. ولا أرضي بغير هداك دينا ولا أرجو سواك فكن شفيعي.. وكن يوم المعاد لي الضمينا عليك تحية ما لاح فجر.. وماخشعت قلوب المؤمنينا كما أبدع الشاعر كتابة القصيدة الفكاهية، ومنها "الزغطة"، التي تفيض عذوبة ولطفا، يقول فيها: وكل مجرب للناس قبلي .. اجربه وارسم ألف خطة فما أجدي على وبت ليلي .. أتابع قول "هييء وانط نطة" فإن آذاك من قوم عدو.. فقل يارب خذه بالزغطة