دمشق - سانا
إبتهالات .. حروف مجموعة شعرية للشاعرة ميساء الدرزي تضمنت عددا من القصائد التي كتبت بأسلوب الشطرين عبرت خلالها عن رؤى فلسفية فيها كثير من المواقف وتجارب الحياة إضافة إلى دفق عاطفي موجود في معظم قصائد المجموعة الشعرية. وعبرت الشاعرة عن عواطفها المتدفقة تجاه الوطن الذي يتألم لما يصيبه من جراح ذلك الوطن الذي يعتبر بنظرها أسمى ما في الدنيا وأجمل ما في الكون حيث تدفقت عاطفة الشاعرة دون حساب لتكون حروف قصائدها عبر ما تعانيه وحيال ما يدور تقول في قصيدة نزيف وطن .. لملمت كل جراح عمري والزمن .. إلا جراحك من يبلسم يا وطن الجرح أسمي والنزيف ملامحي .. والآه حرق في مسير دمي سكن. وتطرح الشاعرة خلال مجموعتها حالات إنسانية جديدة تعتمد على تجارب عاشتها ورأت من خلالها نتائج جاءت على شكل شعر يفيض بالنصائح والرؤى والخبرة التي خلصت إلى نتيجة حتمية تقضي بزوال الحقد والكراهية عندما يكون الحب موجودا وبذلك تزول المصاعب ويهون كل ما يفكر به الإنسان فيحصل عليه عبر محبة الإنسان للإنسان والعيش على أساس رؤى مشتركة ومصلحة متبادلة ضمن منظومات أخلاقية تقول في قصيدة ليتني .. ليتني لو صرت نبضا ... للخطى أصبحت أرضى أحمل الكون بكفي .. ضاربا طولا وعرضا كي يهون الصعب فيه .. طيبه يجتث بغضا وترى الشاعرة أن الحياة يجب أن تكون على أساس قواسم مشتركة يعيشها البشر والأزواج والأخوة ضمن المحبة المتبادلة وضمن تبادل الآلام والأحزان والأفراح وعلى الإنسان أن يتمتع بالإيثار ويعتبره صفة أساسية يتبادل من خلالها مع الآخر ما يعتريه وينتابه فيصل بذلك إلى كثير من مبتغاه مهما كانت الظروف قاسية كما جاء في قصيدة كن بلسما.. إن لم تكن لجروح حزني بلسما .. لا أرتضيك معي لفرحي قاسما أتأوه لزفراتي حينا طائعا .. وبمعظم الأحيان قسرا مرغما فأقدم البسمات حين لقائنا .. وأغلف الأحزان كي لا تعلما ويظهر الحب عند الشاعرة ميساء الدرزي بشكل عفوي يتحلى بالنقاء ويتغلغل في القصيدة بأسلوب هادئ يهدف إلى السمو وإعطاء الحب صفة القداسة والبراءة والشمولية حيث تنسجم حروف الروي مع تفعيلات البحر الخفيف وتدفقات العاطفة لتأتي القصيدة معبرة عن مشاعر معظم النساء بما تقدمه الشاعرة من شعر يليق بموهبتها وحضورها الشعري تقول في قصيدة طير الشوق .. ليت أمير القلب بملكي وأمري .. طير شوق قد هاج من جوف صدري هجر الدنيا كي يحط رحالا .. عند من قد أودعت بالعشق سري وتوضح الشاعرة فلسفة الحب كما تراها وكما تقتنع بها وهي تقدمها في نسيجها الشعري ممزوجة بكل ما يتلاءم مع هذه الحالة حيث تؤدي الحروف والأدوات والموسيقا دورها دون أن تنفلت منها فنية القصيدة.. لا ينام الفؤاد إلا بنجوى .. وبأحضان الهمس يغفو ويكبو رتل الحب من حروفك نورا .. ملهما منها كيف نطق أحب وهناك حالات عاطفية تتجلى في القصائد تجعل من الحب الشفيف شفاء من الألم والهم وتدفع بالمحب نحو أحلام سرمدية تجعله يفكر باعتناقه مادام يطهر النفس من سقمها ويسمو بالحياة ويجعل الإنسان أكثر ألقا وهذا أمر لايعبق طيبه إلا في كرام القلوب وأصحاب النفوس العزيزة تقول في قصيدة إيقاظ الحنين .. أيقظت بالحنين قلبي الغافي ... ففاض شوقي سلسبيل صافي وهان في عيني متاع الدنيا ...إلا سماع بوح همس شافي ولا تفكر الشاعرة بأي مكسب حياتي فهي ترى أن الوجود عبارة عن طقوس يعيشها الإنسان بحرية دون أن يؤذي أحدا كطير يطير بالفضاء أو كأي مخلوق يميل إلى الطهارة وحب الآخر دون تفكير بأي ملك يشوش ذهنية الإنسان ويدفعه للضياع تقول في قصيدة أمنياتي.. لست غاو أي ملك .. أو هوست برياء كل ما أبغيه عمرا .. مثل طير بالفضاء يذكر أن المجموعة من منشورات دار بعل تقع في مئة صفحة من القطع المتوسط .