الرباط - وكالات
يضم هذا الكتاب دراسات حول أعمال كيليطو قام بها باحثون من جامعات وطنية وأجنبية، التقوا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس أكدال، الرباط، وذلك في ندوة دولية نظمتها الكلية مع شعبة اللغة الفرنسية يومي 23 و24 فبراير 2012 في موضوع : «عبد الفتاح كيليطو: الكاتب والناقد»، علاوة على تنوع المشاركين من حيث انتمائهم الجامعي، فهم متنوعون أيضا في تخصصاتهم المعرفية: (فلسفة، لسانيات، نقد أدبي، سيميولوجيا)، لقد حاولوا، كل من زاويته، الكشف عن الأبعاد المتداخلة لمسألة الكتابة كما تتجلى – أو تختفي – في نصوص عبد الفتاح كيليطو. وقد أجمعت دراساتهم على استحالة وضع أعمال كيليطو ضمن تصنيف أجناسي محدد. والظاهر أن فرادة إبداع كيليطو تكمن في هذه النقطة بالذات، إنه يتجاوز الحدود الأجناسية المتداولة ويؤسس لجنس أدبي فريد، وقد قال كيليطو مرة وكأنه يؤكد على ذلك: «إن إحدى مهام الكاتب هي أن يتبنى نبرة ويحتفظ بها ويجعل القارئ يتقبلها». فرادة أعمال كيليطو تكمن أيضا في علاقتها بالأدبين العربي والغربي، فإلى جانب الهمذاني والحريري والجاحظ والجرجاني والمعري، نجد دانتي وبورخيس ودون كيشوطي إلى جانب فلاسفة الحداثة ونقادها، والمهم، هو هذه المسافة النقدية المزدوجة التي تسمح لإبداع كيليطو أن يكشف ما هو خلاف وقادر على اختراق ما يظهر وما يختفي من الحواجز والمسبقات، التي تفضل ا لإبداع عن الحياة أو تفضل الماضي عن الحاضر أو تفضل الصمت عن الرغبة في الحكي أو تفصل القارئ عن الكاتب.