القاهرة - وكالات
يرصد كتاب "أم كلثوم في الشعر العربي" للباحث المصري إبراهيم عبد العزيز أبو زيد نحو 80 قصيدة كتبها شعراء من مختلف الدول العربية في مديح "سيدة الغناء العربي". ومن بين هؤلاء الشعراء من لم يقابل أم كلثوم مثل جبران خليل جبران، وبعضهم تغنت بشعره بعد موته مثل أحمد شوقي (1868-1932)، وآخرين لم تغن شيئا من قصائدهم مثل عباس محمود العقاد (1889-1964). ويسجل أبو زيد في كتابه أن أحمد رامي هو أبرز شاعر عرف الجمهور قصائده عبر صوت أم كلثوم، بل إن دارسي شعره "تعاملوا مع قصائده كلها بوصفها قيلت في أم كلثوم أو على الأقل ارتبطت بها بشكل أو بآخر" حيث كانت ملهمته. صوتك هاج الشجو في مسمعي ويقول إن رامي عاد من باريس يوم 21 يوليو 1924، وبعد ثلاثة أيام استمع إلى أم كلثوم وهي تغني قصيدته "الصب تفضحه عيونه" التي لحنها الشيخ أبو العلا محمد، فطرب لها وكتب فيها قصيدة عنوانها "إليها"، ويقول في مطلعها: "صوتك هاج الشجو في مسمعي- وأرسل المكنون من أدمعي". أما آخر ما كتب رامي في أم كلثوم فقصيدة رثاء بعد وفاتها عام 1975، يقول في مطلعها.. "ما جال في خاطري أني سأرثيها-بعد الذي صغت من أشجى أغانيها. قد كنت أسمعها تشدو فتطربني-واليوم أسمعني أبكي وأبكيها. صحبتها من ضحى عمري وعشت لها-أذوق شهد المعاني ثم أهديها". والكتاب الذي صممت غلافه هند سمير وأصدرته الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة المصرية، يقع في 359 صفحة متوسطة القطع ويضم قصائد كتبت بين عامي 1924 و2009 وبعضها نشر في دواوين والآخر في دوريات. الورقاء أم كلثوم ويسجل أبو زيد أن شوقي أمير الشعراء كتب أولى قصائده في أم كلثوم في افتتاح معهد الموسيقى الشرقي بالقاهرة يوم 26 ديسمبر 1929، حيث خاطب ملك مصر آنذاك أحمد فؤاد قائلا.. "لما بنيت الأيك واستوهبته - بعث الهزار وأرسل الورقاء"، قاصدا بالهزار محمد عبد الوهاب وبالورقاء أم كلثوم. ويقول إن شوقي ذكر اسمها صريحا عام 1931 في قصيدته "سلوا كؤوس الطلا"، التي كانت من بين بضع قصائد له غنتها أم كلثوم بعد وفاته. ويقول شوقي في مطلع هذه القصيدة: "سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها - واستخبروا الراح هل مست ثناياها". وذكر شوقي أم كلثوم في هذين البيتين: "سل أم كلثوم من بالشرق طارحها - ومن وراء الدجى بالشوق ناجاها. يا أم كلثوم أيام الهوى ذهبت - كالحلم.. آها لأيام الهوى آها". "كوكب الشرق" ويقول المؤلف إن العقاد، الذي لم تغن له أم كلثوم شيئا، كتب قصيدة عنوانها أحد ألقاب أم كلثوم "كوكب الشرق" بمناسبة عودتها من مستشفى البحرية الأميركية، بعد أن أجريت لها عملية الغدة الدرقية عام 1949. وألقى العقاد قصيدته يوم 19 نوفمبر 1949 في حفل بمعهد الموسيقى العربية، ويقول في مطلعها: "هلل الشرق بالدعاء - كوكب الشرق في السماء". إلى أم كلثوم واختار الشاعر العراقي معروف الرصافي (1875-1945) أن يبدأ قصيدته "إلى أم كلثوم" بهذا البيت: "أم كلثوم في فنون الأغاني - أمة وحدها بهذا الزمان. هي في الشرق ربة الفن - فما أن للفن رب ثان". وألقى الرصافي قصيدته يوم 15 نوفمبر تشرين الثاني 1932 في مسرح الهلال ببغداد، حيث غنت أم كلثوم حين زارت العاصمة العراقية. أم كلثوم والذكرى ويورد المؤلف قصائد في أم كلثوم كتبها عراقيون منهم جميل صدقي الزهاوي وجواد الشبيبي ومحمد بهجة الأثري وإبراهيم الباجه جي، وبدر شاكر السياب (1926-1964) أحد رواد الشعر الحر. وكتب السياب قبل موته بعام قصيدة "أم كلثوم والذكرى"، ويقول في مطلعها: "وأشرب صوتها.. فيغوص من روحي إلى القاع - ويشعل بين أضلاعي غناء من لسان النار- يهتف.. سوف أنساها وأنسى نكبتي بجفائها وتذوب أوجاعي". وينهي السياب قصيدته بالقول: "ولكن. ما تبقى بعد من عمري؟ وما الأبد.. بعمري أشهر ويريحني موت فأنساها". نابغة الزمان أما شاعر المهجر جبران خليل جبران (1883-1931) فكتب قصيدة يخاطب فيها أم كلثوم قائلا: "أنت نابغة الزمان. بلغت من عليائه ما ليس يبلغ بالأماني". ويورد الكتاب قصائد في أم كلثوم كتبها شعراء آخرون من بلاد الشام، منهم أورخان ميسر وزكي المحاسني ورشاد علي أديب ويوسف العظم وعبد الفتاح كواملة. يا أم كلثوم أغفري ومن السودان، كتب محمد المهدي المجذوب قصيدة في أم كلثوم، فضلا عن مؤلف قصيدة "أغدا ألقاك" الهادي آدم الذي رثاها بقصيدة عنوانها "يا أم كلثوم أغفري". ويسجل المؤلف نص قصيدة عنوانها "خرقة مطرزة. قصيدة عن أم كلثوم" ترجمها سلمان مصالحة للشاعر الإسرائيلي روني سوميك الذي يروي فيها مشاهدته لأم كلثوم وهي تغني "عودت عيني على رؤياك".