القاهرة - المغرب اليوم
صدر للناقدة الدكتورة رشا غانم كتاب"مقاييس الجمال في مرآة النقد العربي " وذلك عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
و يحتوى الكتاب مقدمة وأربعة فصول في 460 صفحة من القطع المتوسط ، و يتناول المقاييس الجمالية للفنون البلاغية في القرن السابع الهجري وما طرأ عليها قبله، وذلك من خلال كتب النقاد في هذه الفترة الزمنية، وقد تباين اتجاهان في دراسة هذه الفنون، أولهما، ينحو بها إلى التحديد والتخصيص باعتبار أن منها ما هو ذو أثر تحسيني في اللفظ، ومنها ما هو ذو أثر تحسيني في المعنى، أما ثانيهما: فينحو إلى العموم والاتساع إذ هي في تصوره تشمل كل فنون البلاغة العربية من معان، وبيان، وبديع كما استقر مصطلح البلاغة العربية فيما بعد.
ويرى الكتاب أن النقاد القدامى اهتموا بفنون حملت بين دفتيها زخائر الشعر الجاهلي والإسلامي، وقد تباروا في الكشف عنها، وبيان قيمتها والإكثار من ألوانها، مما أثرى النقد العربي بمادة واسعة من ناحية التعمق في مظاهر الجمال وأسبابه.
كما اهتم الكتاب ببيان أن رصد النقاد وإلمامهم بهذه الفنون كان نابعًا من نظرات فاحصة متأملة استطاعت أن توظف الفنون البلاغية توظيفًا جمالياً لافتا من خلال مقاييس الجودة والرداءة والتي منها : الطبع والتلاؤم والتناسب، والكلفة المذمومة، وقد أبانت أن التزام الأديب بما يحقق جودة الصنعة، ويبعده عن افتعالها يعد في نظر الناقد تناولاً جمالياً للنص الشعرى مما يؤكد أن ميل النقاد إلى إكثارهم من الشواهد الأدبية في معرض درسهم لهذه الفنون لم يكن مجردًا أو جافًا؛ إنما كان عطاءً نقديًا على نحو ما يظهر من تحليلاتهم القيمة التي تربي الذوق البليغ، وتساعد على القول الجميل وقد كشفت الدراسة عن الذوق الفني الذى وصل مداه في القرن السابع الهجري، وتعددت أغراضه إلا أنه في مجمله تقبَّل هذه الفنون، وأبان عن ميسمها وصفاتها على نحو يظهر أنها لم تكن مجرد قوالب يحفظ الشعر من خلالها، إنما كانت نبضات حية تثرى صنعة الشعر.