دمشق ـ سانا
دقيقة صمت إجلالا لأرواح شهداء الوطن كانت افتتاحية اليوم الثاني من مهرجان الأغنية الوطنية الذي تابع برنامجه الفني الحافل مساء اليوم في دار الأوبرا السورية حيث ابتدأ المهرجان فقراته بعزف الأوركسترا العربية للنشيد العربي السوري لتعقبه أهزوجة /زينوا المرجة/ التي شارك فيها راقصو وراقصات فرقة جلنار للمسرح الراقص.حضور المهرجان
وتابع المهرجان فعالياته لليوم الثاني والأخير بحضور وزير الاعلام عمران الزعبي بتوليفة واسعة من الأناشيد والأغاني الوطنية مكملا بأهزوجة /شديت الهجن/ التي ترافقت مع رقصة المولوية ليكون الجمهور على موعد مع أغنية /أنا سوري وأرضي عربية/ للفنان مروان حسام الدين ولتؤديها جوقة الفرح مع الأوركسترا بقيادة الفنان أسعد خوري الذي أعاد توزيع هذه الأغنية منوعا بين الالات الإيقاعية والنحاسية والآلات الوترية إذ برزت في حفل اليوم قدرة الكورس على صياغة الجمل اللحنية جنبا إلى جنب مع الجمل الموسيقية للأغنيات الوطنية التي صارت جزءا من ذاكرة كل السوريين كأداة تعبير عن الانتماء للوطن.
ميس حربالفنانة ميس حرب قدمت أيضا فقرة غنائية متميزة بأدائها لأغنية /رصوا الصفوف/ ليؤدي بعدها شباب وشابات الكورال عدة أناشيد وطنية كان لها الدور الأول في توثيق انتصارات الشعب العربي السوري وكفاحه المستمر لنيل استقلاله من المستعمر الفرنسي فكان من هذه الأناشيد /في سبيل المجد والأوطان نحيا ونبيد/ إضافة لنشيد /كل شيء للوطن/ فضلا عن نشيد /بالعزم بالإصرار بالثبات/ ونشيد /حماة الديار/ إذ جسدت هذه الأناشيد تكوين الوجود الوطني وبث الحماسة في نفوس المجاهدين في الثورة السورية الكبرى.
وصاحب فقرات المهرجان في يومه الأخير الذي أتى برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي عرض لفيلم وثائقي تحدث عن تاريخ الأغنية الوطنية الحافل بأعمال غنائية وموسيقية صارت بمثابة أرشيف وطن حيث استعرض الفيلم مقاطع من عدة أغان وأناشيد وأهازيج وطنية كان أبرزها ذكرى أهزوجة /زينوا المرجة/ التي غناها السوريون إبان إعدام شهداء السادس من أيار عام 1916 إضافة لأهزوجة غناها المجاهدون في حربهم ضد المستعمر الفرنسي وكان أبرزها أهزوجة للمجاهد إبراهيم هنانو والتي غناها
السوريون وحفظوها على نحو .. / طيارة وطارت بليل..فيها عسكر فيها خيل..فيها إبراهيم هنانو.. راكب على حصانو/.
الفنان هادي بقدونس أدى على الة الكمان بشكل إفرادي وبمرافقة الأوركسترا نشيد /في سبيل المجد والأوطان/ لتعزف الفرقة بعدها أغنية الفنان موفق بهجت بعنوان /عزي وبلادي سورية/ بينما أدى الفنان محسن غازي أغنيته /ومشرعات بوابها/ التي قدم فيها غازي روح التراث السوري بطريقة فنية مزجت بين الحداثة والأصالة من حيث كلمات الأغنية واللحن الموضوع لها.
اسودالفنان شادي أسود أطل على جمهور دار الأوبرا بزي الجندي العربي السوري موءديا أغنيته /راجعين على شوارع الياسمين/ ليعقبه الفنان خلدون حناوي بتوليفة واسعة من الأغاني الوطنية التي أداها هذا الفنان بروح طربية مزج فيها بين الحماسة الصوتية والأداء المتقن للجمل اللحنية ليكون الجمهور على موعد مع أغنيات الفنان الراحل وديع الصافي من قبيل../ وجن الهوى يا شام..حبيبة عمري سلاما..حنونة يا بلدي..شام المستقبل..خضرا يا بلادي خضرا..حب الوطن ما أجملو../ ليختم حناوي بأغنية /إعرف عدوك يا أخي/.
الجوقة أدت مختارات بتوزيع جديد لرائد المسرح الغنائي أبو خليل القباني من مثل ../يا مال الشام..يا مايلة عالغصون/ لتوءدي بعدها الفنانة نور عرقسوسي أغنية / قلب واحد/ أعقبها فقرة للفنان الياس كرم الذي قام بأداء عدة مواويل شرقاوية بعنوان /ما مال قلبي لغيرك يا سورية/ تلاها أداء للفنان الياس كرم لأغنيته بعنوان /دخيلك ياربي تحفظ سورية/.
مفاجأة الحفل كانت مع الفنانة همسة منيف التي أدت أغنية / نعم يا حماة البلاد/ بمرافقة فرق مراسم من الجيش العربي السوري تضمنت تشكيلات رمزية من القوى البحرية والجوية والبرية إضافة لحملة أعلام الجمهورية العربية السورية حيث تميزت الفنانة منيف بأداء صوتي لافت وقوي للجملة الغنائية التي أدتها بجرأة فنية عالية.
خاتمة المهرجان كانت مع الفنانة ريم مصطفى نصري التي أدت أغنية /سوا/ وفق أسلوب /البلي باغ/ التسجيلي ليكون الجمهور في نهاية هذه الفعالية أمام حشد فني كبير تجلت فيه عدة عناصر فنية من استعراض راقص وغناء وموسيقا وديكور.
وعن رأيه بالمهرجان قال الناقد الفني سعد القاسم.. ان فكرة هذا المهرجان صحيحة وجاءت بالوقت المناسب حيث شعرنا ان هناك شيئا مهما جدا في تراث الاغنية الوطنية السورية القديمة مضيفا.. ان هناك بعض الاغاني الجديدة التي استطاعت المحافظة على سوية الاغنية الوطنية.
وأوضح القاسم ان هناك بعض الفقرات التي كان ينقصها الاتقان كمقاطع الفيديو التي عرضت على الشاشة الدائرية حيث كانت تحتاج الى رابط منطقي بينها وبين خشبة المسرح ليكون هناك تزامن بين ما عرض على الشاشة وعلى خشبة المسرح فعلى أي أساس تم اختيار هذه الاغاني ومقاطع الفيديو .
وبين القاسم انه كان هناك بعض الاخطاء في مقاطع التسجيل مشيرا الى ضرورة اما المحافظة على وضعها الحالي وعدم احساس الجمهور بأن هذه المقاطع مسجلة او اعطاء علم للجمهور بانها مسجلة.
وقال الناقد الفني.. انه تمت استعادة بعض الاغاني الوطنية بنجاح لكن التوزيع الجديد لتلك الاغاني قد اساء اليها وهذا التوزيع ليس له اي مبرر لان هذه الاغاني كانت محفورة في ذاكرة الجمهور وهم في حالة معينة لكن توزيعها افقدها حماسيتها وبهجتها الأصلية.
ولوحة البداية /زينوا المرجة/ بحسب ما اشار اليه القاسم كان يجب أن تكون في النهاية موضحا ان اغنية/ نعم يا حماة الديار/ التي ادتها المغنية همسة منيف كانت قوية ورائعة وتبين ذلك من خلال تفاعل جمهور الصالة معها وهي من أروع الأغاني الوطنية السورية واكثرها تأثيرا لعلاقتها بحماة الديار لأنه بفضل جهودهم وانتصاراتهم ودمائهم استطعنا اقامة هذا المهرجان وغيره وهم رمز نشيدنا الوطني ووجودهم اليوم على خشبة المسرح كان مشهدا رائعا وبرأيي الشخصي يجب ان يكون هنا الختام من اجل ان نحافظ على الشحنة الوطنية القومية والأغنية التي أتت بعدها لم تكن بنفس السوية موضحا أن ختام المهرجان كان متعثرا. بدوره اعتبر الباحث الموسيقي احمد بوبس ان اقامة مهرجان
للأغنية الوطنية في مثل هذه الظروف الصعبة هي انجاز كبير حيث ذكرنا بأغنيات وطنية جميلة منذ أربعين وخمسين سنة واكثر.. هذه الاغنيات اعادتنا الى الزمن الجميل كأغنية /يا عروس المجد تيه واسحبي/ و/رص الصفوف/واغنيات كثيرة.جمهور
وسبب إقبال الجمهور على حضور هذا المهرجان خلال يومين هو تعطشه لهذا اللون الغنائي الجميل الذي كنا نفتقده وهو مناسبة للتذكير بالشعراء الكبار الذين كتبوا هذه الكلمات الرائعة حيث شاركت في هذا المهرجان بحوالي أحد عشر فيلما وثائقيا قصيرا عرضت على شاشة دائرية فقد حاولت ان اذكر الأناشيد والاغاني الوطنية الاصيلة والقديمة التي كان لها دور كبير في مشاركة شعبنا بالنضال ضد الاستعمار الفرنسي والتي ذكرتنا بمناسبات وطنية وقومية غالية على قلوبنا.
بدورها اشارت المحامية سناء محمد الى ان مهرجان الاغنية الوطنية السورية الذي كان على مدى يومين جسد لنا اهمية الاغنية الوطنية في حياة الشعوب والملاحم البطولية التي يحققها جيشنا العربي السوري الذي صمد ونحن لولا تضحياتهم ودماؤهم الطاهرة لما استطعنا ان نستمر ونصمد كل هذه السنين.جلنار
شارك في هذه التظاهرة اللافتة التي استمرت ليومين أكثر من مئة وخمسين فنانا وراقصا ومنشدا وعازفا ومطربا إضافة لمشاركة خاصة من فرقة جلنار للمسرح الراقص التي عملت على تحقيق لوحات راقصة خاصة بمهرجان الأغنية الوطنية الذي أتى برعاية من الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء وبالتعاون بين وزارة الإعلام والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والمؤسسة العربية للإعلان.
والمهرجان من إدارة الإعلامي معن صالح ومن إخراج المسرحي الدكتور عجاج سليم.