القاهرة - أ.ف.ب
افتتح الفيلم المصري "لا مؤخذة" من تأليف واخراج عمرو سلامة والذي يتناول نظام التعليم ودوره في تأزيم العلاقة بين الاقباط والمسلمين، فعاليات الدورة الثانية لمهرجان السينما المصرية الاوروبية مساء الاحد في الاقصر.يصور الفيلم عائلة قبطية ميسورة الحال. فالاب يعمل في مصرف كبير فيما الام عازفة تشيلو في دار الاوبرا المصرية الى جانب مسؤوليات فنية اخرى. ويدرس ابنهما الوحيد في مدرسة خاصة متميزا عن زملائه تعليميا نتيجة اهتمامات الاب اللغوية واهتمامات الام الفنية واهتمامه هو شخصيا بالتطورات التقنية. تؤدي وفاة الاب الى تدني الوضع المادي للاسرة وانتقال الابن الى مدرسة حكومية. وهنا يبدأ تصوير سوء النظام التعليمي على اكثر من مستوى مثل تولي اساتذة تدريس مواد ليست من اختصاصهم الى جانب الخلفية الدينية لدى الاساتذة التي تعمل بطريقة ممنهجة وغير معلنة للتفريق بين الاقباط والمسلميين وخصوصا وان غالبية الاساتذة من المسلمين. ورغم المبالغة في اظهار سوء النظام التعليمي، فثمة مسائل محقة منها المنهج السيء وتردي الاوضاع في المدارس على الصعيد التعليمي والتربوي مما يدفع غالبية الاهالي للجوء الى الدروس الخصوصية التي تستنزف مواردهم.وعلى صعيد العلاقة بين الاقباط والمسلمين يظهر الفيلم كيفية زرع الفرقة بين التلاميذ من الطائفتين عن طريق المنهج من خلال تخصيص دروس دينية يحظى المسلمون فيها بنصيب الاسد وتوفير الاساتذة واماكن للعبادة في حين لا يتاح مثل هذا للاقباط.وهذا الامر يدفع التلميذ الى التنكر لديانته ويعيش بين التلاميذ المسلمين دون ان يذكر ديانته بل ويفوز بمسابقة الانشاد الديني بعد ان يحفظ الكثير من الايات القرآنية والاناشيد الدينية الاسلامية بعدما اثبت تميزه في العلوم مع تصميمه طائرة صغيرة يتم التحكم بها عن بعد مع صديق له. ومع تطور الاحداث يعتز الطفل بديانته مجددا ويعلنها بدعم من والدته التي لم تكن متدينة ولا تزور الكنيسة الا ان اضطهاد ابنها في المدرسة يعيدها اليها. وتعمل على دعم ولدها في المدرسة وتتراجع عن الهجرة هربا من الاضطهاد بعدما خاضت الصراع الى جانب ابنها لينتهي الفيلم بانتصار انتماء العائلة لمصر واستعدادها لمواجهة هذا الخلل الطائفي.وعرض قبل ذلك في مراسم الافتتاح، فيلم تسجيلي عن الافلام المشاركة في هذه الدورة التي تنظمها جمعية نون للثقافة والفنون ويرعاها الاتحاد الاوروبي.وكرم خلال حفل الافتتاح الفنان نور الشريف والمخرج والممثل الروسي فلاديمير منشوف الذي يرئس لجنة التحكيم الدولي. ويعرض في المهرجان الذي يستمر سبعة ايام، 12 فيلما روائيا طويلا في اطار المسابقة الرسمية فضلا عن 23 فيلما روائيا قصيرا في مسابقة ثانية مخصصة لها.ويعرض ضمن فعاليات المهرجان 62 فيلما روائيا طويلا من 19 دولة اوروبية الى جانب مصر.ويندرج بعضها في اطار "احتفالية السينما الالمانية الجديدة" والبعض الاخر ضمن "كلاسيكيات السينما المصرية" الى جانب بعض الافلام المصرية التي فازت بجوائز خلال العام الاخير مثل فيلم "فتاة المصنع" لمحمد خان و"فرش وغطا" لاحمد عبد الله و"هرج ومرج" لنادين خان و"عشم" لماجي مرجان" و"فيلا 69" لايتيين امين.