القاهرة - المغرب اليوم
صدر حديثًا عن دار الفارابي للنشر والتوزيع، كتاب بعنوان "داروين والتطور بمنظار العلماء المؤيدين والمعارضين"، للكاتب والباحث السوري دعاس ناصيف.
ويتضمن الكتاب عرض لسيرة داروين والتحديات التى تعرض لها من مجتمعه وتبيان لآداب النهج العلمي، ثم شرح باستفاضة مفاهيم التطور من داروين إلى يومنا هذا.
ولعل أبرز وصف يعبر عن الأزمات التى واجهت داروين قول المؤلف: كان داروين متخوفًا من ردّ الفعل القاسي للمجتمع العلمي، فتجاهل كليًا موضوع الإنسان فى كتابه "أصل الأنـواع" وعلـى الرغم من هذا الحذر فإن الجدل احتدم في المجلات والمقالات التى صدرت بعد طبع الكتاب.
وفي عام 1871 نشر داروين كتابه "نسب الإنسان والاصطفاء بحسب الجنس"، الذى تضمن نظرته حول تطور الإنسان، ورأي أن الفروق بين عقل الإنسان وعقل الحيوانات الراقية هى في الدرجة لا فى النوعية، وإن كل الفروق بين القردة والبشر يمكن تفسيرها على ضوء مجموعة عوامل منها الضغوط الاصطفائية التى واجهها أجدادنا عند انتقالهم من الأشجار إلى السهول، ومنها الاصطفاء الجنسى. لم يقصد داروين أبدا إحداث شرخ بين العلم والدين، كان يحاول فقط وصف الطبيعة كما رآها. وكثيرون هم الآن يؤمنون بأن تكون متدينا وتقبل الحقائق العلمية فى الوقت نفسه، يعتقدون أن الله خلق الحياة الأولى على الأرض، وأن جميع القوانين المدهشة، بما فى ذلك التطوّر، نتجت عن ذلك. إن تقبل فكرة التطور لا يعنى أن تتخلى عن مشاعرك الدينية الخيّرة ومبادئك الروحية السامية.