الرباط ـ المغرب اليوم
صدرت مؤخرًا منشورات "ألبان ميشيل"، طبعة جديدة من كتاب "قراءات في القرآن" للباحث في الفكر الإسلامي محمد أركون. ويعتبر هذا الكتاب، الذي صدرت طبعته الأولى عام 1982، مؤلفًا مهمًا يجسد مقاربة هذا المفكر العربي الكبير، لاسيما أنه يعبئ كل الموارد اللسانية وتاريخ العقليات وعلم الاجتماع لتحليل الخطاب الكلاسيكي حول النص القرآني.
وتطرق المفكر البارز إلى المواضيع الأكثر إثارة للجدل كوضع هذا الكتاب باعتباره كلام الله والشريعة ووضعية المرأة والجهاد والإسلام والسياسة وغيرها، وأوضح لماذا يمكن اعتبار جميع قراءات القرآن، بالضرورة، مجرد "اجتهادات بشرية". وكان محمد أركون يعتبر هذا الكتاب بمثابة الخيط الناظم لأعماله، وكرس الأعوام الأخيرة من حياته لإغنائه وإدخال تعديلات عليه.
وتمكنت أرملته ثورية يعقوبي أركون، من جمع النسخ الأخيرة من هذه النصوص من أجل جعل هذه الطبعة النهائية ترى النور. وتعكس النتيجة ثراء أرضيات البحث المفتوحة قبل زهاء نصف قرن من الزمان، ليظل هذا العمل المستنير يحظى بأهمية بالغة في محاربة الفكر الأصولي. ويعد محمد أركون أحد الوجوه البارزة في مجال الفكر الإسلامي المعاصر، حيث جعلت منه مقاربته العلمية المرتكزة على "نقد الفكر الإسلامي" ملهمًا لكل الذين يرغبون في القطع مع المآزق القاتلة لـ"الحرفية" استنادًا إلى مساهمة العلوم الإنسانية.