القاهرة ـ أ ش أ
يظل الكاتب رضا إمام واحداً من الكتاب المصريين المخلصين للقصة القصيرة، التي برع فيها، وأنتج خلالها عدداً من المجموعات البديعة، التي منحته صوته المتفرد، وجعلته واحداً من كتابها المميزين، رغم أنه لم يغادر حدود محافظته البحيرة، وتلك المجموعات هي "رجف الذاكرة"، "فرط الرمان"، "الحدود الخفية"، "سبع درجات للأسود"، "همزة وصل.. همزة قطع"، و"أعشاب زجاجية".
وقد أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة مختارات قصصية له بعنوان "وللرصيف أريكة مجانية للعابرين"، تضم قصصاً من كل تلك المجموعات. تتميز لغة إمام بشاعريتها، ورغم ذلك بعدها عن الغنائية، وهو أيضاً يميل إلى التكثيف الشديد. يكتب في قصة بعنوان "منديل الحلو": "الشموس التي ابتاعها من سوق الكانتو ليبيعها للكفور والنجوع البعيدة بأغلى الأثمان، الشموس خرت أثناء سعيه الدؤوب من ثقوب الغبيط الذي قصم ظهر البعير وهو أثناء رصده الصقري للدروب المتشابكة كان يواصل الموال بالموال. حينما وصل لمشارف أول التخوم وتحلَّقه أهلُ البلدة، فرش منديله المحلاوي في سرة الحلقة إيذاناً بقرب عرض بضاعته الفريدة، قام مزهواً متبختراً. كان يمشي ناحية الركوبة، وفجأة ركبه ألف عفريت ولفه الذهول لما رأى خلو مستودعه إلا من شعيرات ضوء باقية".
حصل إمام على جائزة نادي القصة 98، وجائزة أخبار الأدب ومجلة النصر 2001، وكرمه مؤتمر أدباء مصر 99، ومؤتمر أمين يوسف غراب 2001.